الرسم سر وجودي ومنه أستمد القدرة على الابتكار الترويج مشكلتنا الأساسية والحل في تعدد الفرص أبحث دوما عن الاضافة لأنني طموحة بطبعي o تونس الشروق كان حضورها متميزا في معرض النساء الحرفيات الأخير بقصر المعارض بالكرم حيث جلبت إليها أنظار المختصين والجمهور وأقنعت مسؤولي مركز البحوث والدراسات والتوثيق حول المرأة بضمها فورا الى فريق من الحرفيات المتألقات شاركن بنجاح في معرض أقيم بمدينة طبرقة. كلمة حرفية لا تفي الهام بوشويشة حقها، فهي فنانة بكل المواصفات في رصيدها العديد من المشاركات والابتكارات في الرسم على جميع المحامل (بلور، خشب، قماش، حرير، خزف).كما أن حبها لهذه المهنة دفعها الى التفرغ لها ومحاولة التألق فيها مهما كانت التضحيات. الرسم في القلب تقول إلهام عن نفسها وعن سر اختيارها للاختصاص المذكور : »رغم دراستي للآداب واللغة الانقليزية كنت أشعر دوما أنني خلقت لفن الرسم والإبحار في عالم الألوان. فأنا رومانسية بطبيعتي وأميل إلى عشق المناظر الجميلة التي تمسني عن قرب وتتجول بداخلي مما يدفعني الى تجسيم ذلك في شكل رسوم وأشكال وزينة على البلور والخزف والخشب والقماش بأنواعه والحرير«. وتضيف المبدعة الهام بوشويشة أنها بدأت هوايتها منذ الصغر، ثم انطلقت في رحلة الاحتراف والتكوين من خلال الدراسة في معهد خاص تحت اشراف الأستاذة سندس الرقيق الى جانب اثراء زادها الفني في اختصاص الرسم عبر الإنضمام الى المركز الثقافي الروسي حيث تتابع دروسا في تقنيات وفنون الرسم الزيتي والمائي يلقيها الأستاذ الروسي محمد ف مخاطش واقترنت هذه الأنشطة الفنية والتكوينية دائما بدعم موصول وغير محدود من طرف العائلة التي شجعتها على صقل موهبتها خصوصا وأنها تملك الذوق والرغبة والحب، وهي شروط ضرورية لكل شخص يريد أن يحقق الاضافة ولا يكتفي بممارسة حرفته في ورشة أو محل خاص. وجربت الهام التي حصلت على شهادة تقدير لمشاركتها في معرض النساء الحرفيات الوظيفة لكنها اكتشفت أنها لا تتماشى مع شخصيتها التي تميل إلى العمل الحر فهي تحب فن الرسم منذ نعومة أظافرها ولديها ميولات فنية داخلية كبيرة. تقنيات حديثة وتتحدث ضيفتنا عن أسلوبها في العمل فتقول : »عندما أشتري قماشا أو قطعة معينة أسرع إلى اضفاء المزيد من الرونق والسحر عليها. أقوم أولا بوضع التصور واختيار الألوان المناسبة ثم أضع القطعة أمامي واتفنن في تزيينها وتزويقها بطريقة فنية«. واضافة الى اعداد أشكال وأعمال لنفسها تتلقى الهام العديد من الطلبات وتحاول التحاور مع الحريف للخروج بفكرة تتناسب مع القطعة والألوان والشروط الفنية الأساسية وأكبر دليل على حرفية هذه المرأة أنها لا تكتفي بنوع واحد من أشكال الرسم، فهي تزين الخشب (أطباق، لوحات) والبلور (فضة ورسم) والخزف (صحون ، قلال) والقماش (أغطية، مناديل) كما تنتج عدة أشكال من العنبر والفضة. وايمانا منها بضرورة نشر هذا الفن في صفوف الأجيال الصاعدة تفكر الهام بجدية في اعطاء دروس في الميدان خاصة في ظل الإقبال الذي يشهده القطاع ورغبة الكثيرين في التكوين الفني المدروس. لكن هذه الرغبة الشخصية لم تمنع محدثتنا من اثارة مشكلة أساسية تعاني منها الحرفيات عموما ألا وهي صعوبة تسويق المنتوج التقليدي في غياب الفرص للتعريف به وترويجه باستثناء المعرض السنوي للصناعات التقليدية وأنشطة مركز البحوث والدراسات والتوثيق حول المرأة وتقول الهام في هذا الصدد : »من غير المعقول أن أعد العشرات من القطع، وأزينها بحب، ثم تتكدس أمامي في المنزل وأعجز عن بيعها وترويجها لذا أرجو أن تتوفر الفرص أكثر في المستقبل للحرفيات لتسويق منتوجهن كي يتمكن من مواصلة المشوار دون عوائق ومشاكل مادية. وتضيف الهام أن الترويج ضروري لأن في غيابه يصبح العمل من قبيل تبذير الامكانيات والموارد الشخصية خاصة وأن المواد الأولية مستوردة في أغلبها وباهظة الثمن مما يثقل كاهل الحرفي ويجعله في حيرة من أمره. وخلافا لم يروجه البعض لا تعتبر القطع المعروضة للبيع مرتفعة الثمن بحكم ارتفاع الكلفة (المواد الأولية والمعدات الأخرى) لكن هذا لم يمنعنا كما تقول الهام بوشويشة من محاولة التوفيق بين الجودة والسعر المدروس. ولأنها طموحة تمنت إلهام أن تسجل حضورها قريبا في معارض دولية أو وطنية للتعريف أكثر بامكانياتها وابتكاراتها.