في زمن قصف الانسان على اختلاف لونه ودينه وسنّه انبثقت وردة تفتحت في عروس شمال افريقيا وفاحت في جميع أنحاء المعمورة وتتعلق بمشروع القرار الذي تقدم به سيادة الرئيس زين العابدين بن علي إلى الجمعية الأممية لتكون الرياضة للجميع في زمن ترفع فيه بعض الأنظمة شعار «الموت للجميع».. لتكون تونس مرة أخرى في قلب الأحداث العالمية ويسلط عليها ضوء مشع يزيدها ضياء لتكون مجددا «درة المتوسط» وحضنا دافئا لكل العالم وتبرهن قيادتها ان «الجغرافيا» يمكن أن تغيّر التاريخ وان هذا البلد الصغير الحجم قادر على احتضان عالم بأسره. هذه تونس اليوم ومن هنا فقط تبرز رغبتنا في تنظيم كأس العالم 2010 ورغم الحملة الشرسة التي يتعرض لها الملف التونسي الليبي المشترك من بعض الأطراف الخارجية إلا أن نسبة حظوظنا ستظل صامدة لن تتزحزح وها أن تونس اليوم تفتح أحضانها لفريق التفقد الخاص بالفيفا والذي ينزل علينا اليوم ضيفا لمدة ثمانية أيام ليقوم بزيارة مختلف المناطق والمنشآت للوقوف على قدرة هذه البلاد على تحدّي مختلف العراقيل وضمان حقها في الدفاع عن ملفها لتحقيق أغلى أمانيها. وإذ نقول مرحبا بضيوف الفيفا على أرض الأمن فإننا نؤكد لهم أيضا ان كل شبر من هذا الوطن يغلي غليان المرجل عطشا وانتظارا لملاحظاتهم الختامية وان كل مدينة تونسية سيزورونها مهما كان حجمها ستزيد اتساعا لتحضنهم بدفء يشهد به التاريخ وان كل مواطن في هذا البلد الآمن سيكون لهم دليلا قاطعا على سعة صدور التونسيين وحجم كرمهم الحاتمي وقدرتهم على التمهيد للنجاح. فريق التفقد ستكون مهمته دقيقة جدا وقد يسابق الزمن ولن يقف على كل روائع هذه البلاد وهو الذي سيقوم بعدة زيارات لمختلف المناطق سواء بالعاصمة أو المدن الداخلية مثل متحف باردو مدينة التكنولوجيا بحي الغزالة المدينة العتيقة بالقيروان مطار المنستير وغيرها من الأماكن طبعا إلى جانب المنشآت الرياضية والصحية والأكيد ان ما سيحبره فريق التفقد من ملاحظات سيفيد تونس في ملف ترشحها وبالتالي علينا جميعا كل من موقعه أن نساهم في رسم أولى لبنات النجاح وبعدها ستكون الكلمة النهائية لقرار الفيفا. لماذا تونس 2010؟ وفاء لميزاتها كبلد مضياف ستكون تونس فخورة باستقبالها المجموعة العالمية بمناسبة كأس العالم 2010 وهو أعظم تجمع كروي يستقطب الجماهير الرياضية. ويحدو بلادنا عزم كبير على أن تجعل من كأس العالم حفلا كبيرا وتظاهرة تجلب الانتباه ووسيلة للتقارب بين الشعوب. والحقيقة ان هناك عشرة عوامل تخدم مصلحة بلادنا في سعيها لاحتضانها هذا الحدث الهام. 1) تاريخ مع الألعاب علاوة على ما تتفور عليه تونس من انجازات رياضية وما حققته من نتائج باهرة، أثبتت الاكتشافات الأثرية بمنطقة الطلح القريبة من قفصة بالجنوب التونسي وجود قطعة فسيفساء يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل المسيح تجسم مشاهد ألعاب رياضية تتضمن مسابقات في الملاكمة والعدو والمبارزة بالأسلحة والمشعل. أليس هذا دليلا على ان الرياضة في تونس قديمة؟ 2) بلد التفتح والاستقرار والأمن تعتبر تونس ملتقى الحضارات ورمز التفتح وبتنظيم كأس العالم ستكون تونس فخورة بالمشاركة في هذا الانجاز العظيم وتدعيم صورتها كأرض للتسامح والاستقرار والأمن والسلام وفاء لما عرفت به من تفتح على المجتمع الدولي. 3) كرة القدم رمزا هناك بلدان تلعب فيها كرة القدم في كل مكان: سواء في الشارع أو الشاطئ وتونس تنتمي إلى هذا الصنف من البلدان. فقد أنجبت تونس مواهب فذة والذي يزورها يدرك المكانة التي تحتلها كرة القدم في الحياة الاجتماعية والثقافية. 4) رادس: درة المتوسط بفضل مؤسساتها وبنيتها المتجددة ستضع تونس على ذمة المنظمين تجهيزات متطورة. ويعتبر ملعب رادس درة المتوسط كما يعتبر جوهرة الحي الأولمبي الجديد برادس الذي أمر سيادة رئيس الدولة باحداثه بمناسبة الألعاب المتوسطية 2001 وهذا الملعب الذي يتسع ل60 ألف مقعد يخضع للمواصفات العصرية وهو يتوفر على نظام مراقبة عصري. وحسب رأي الملاحظين فإنه أحسن ملعب في افريقيا. 5) أحسن الملاعب في افريقيا تعد الملاعب التونسية من أفضل الملاعب في افريقيا ويعتبر ملعب المنزه حسب الفيفا نفسها أروع الملاعب في العالم من الناحية المعمارية والفنية.. وقد تم تسخير أموال طائلة من قبل سيادة رئيس الدولة لتحسين الملاعب الرياضية وبناء مواقع رياضية جديرة باحتضان كأس العالم. 6) ملتقى الرياضة العالمية حققت تونس نجاحا كبيرا في مجال التنظيم. ويشهد الملاحظون بما تتمتع به تونس من جدية واستقرار وأمن واحترام على الصعيد الدولي وهو ما يشكل حافزا ذا بال لإحكام التنظيم خلال كأس العالم 2010 . وليس من باب الصدفة ان تم اسناد تونس تنظيم أول كأس عالمية للأواسط سنة 1977 وثلاث كؤوس افريقية (65 94 2004) والألعاب المتوسطية 1967 و2001 والبطولة العالمية 2005 لكرة اليد. 7) أول بلد لكأس العالم (أواسط) اسناد تونس تنظيم أول كأس عالمية في صنف الأواسط لم يكن من باب الصدفة بل ثمرة مجهود كبير من قبل الحكومة التونسية التي بفضلها أصبح كأس العالم للأواسط مدرجا بانتظام في رزنامة الفيفا. 8) تراث متعدد الواجهات هناك عدة عوامل تجعل تونس محطة سياحية تحظى بتقدير العالم نذكر من بينها قربها من أوروبا وتواجدها في مفترق الطرق بين الشرق وافريقيا والغرب وثراء مخزونها الحضاري ورحابة أهلها واعتدال مناخها وثراء ثقافتها. 9) توفر كل الظروف الملائمة مثلما حصل خلال التظاهرات الدولية التي احتضنتها بلادنا (الألعاب المتوسطية كأس افريقيا..) ستتمتع الصحافة الدولية بكل الظروف الملائمة لأداء مهمتهم في أفضل الظروف. 10) تونس بلد الأمن تونس بلد سلمي يتمنى كل شخص العيش فيه وبالتالي فإن المشجعين القادمين من البلدان الأخرى سيكونون في مأمن من كل سوء.