حكيم براهم اسم يحيلنا على لاعب تميز في عهده بعقلية المحترفين وأغدق العطاء لخط هجوم النجم في الثمانينات ورفع بطولتين.. اضافة الى امتياز تجربته مع المنتخب الوطني. أما كمدرب فإن اسم براهم مرادف للجدية والاتقان ورغم كفاءته العالية تجده لا يبحث كثيرا عن الاضواء. «الشروق» التقت حكيم براهم وسألته في عدة مواضيع انطلاقا من تجربته على رأس جمعية جربة مرورا بالنجم الساحلي وصولا الى المنتخب الوطني فكان الحديث التالي : * اشرافك على حظوظ جمعية جربة كيف تقيمه وما هي دوافع انسحابك؟ بلغة الارقام كسبنا 10 نقاط بعد 3 انتصارات وتعادل و3 هزائم ولم يكن الفارق بيننا وبين طليعة الترتيب كبيرا رغم الظروف الصعبة التي عملت فيها ا ذ حسب ما قيل لي فإن الفريق في الموسم الفارط لما كان في الوطني «أ» بلغت ميزانيته مليار و200 ألف دينار وبدأ مقابل ذلك موسمه الجاري بما قيمته 370 ألف دينار كعجز مالي بما جعل التحضيرات تنطلق بصفة متأخرة اي قبل انطلاق البطولة بثلاثة أسابيع وهو الفريق الوحيد الذي لم يجر تربصا وحتى الانتدابات كانت متأخرة هي الاخرى للاعبين من دون نشاط طيلة ثلاثة أشهر مع مغادرة 14 لاعبا لجمعية جربة على غرار وليد الشتاوي هداف مستقبل المرسى حاليا وحارس نجم بني خلاد طارق الدرويش ومهدي مرياح وفيصل بن احمد ومنصور اللواتي وغيرهم.. زد على ذلك استعمال اللاعبين لأحذية خاصة بالعشب الاصطناعي على العشب الطبيعي بما أثر سلبا على مردودهم. * لكن النتائج لم تتأثر بهذه السلبيات؟ بالتعاون بين جميع الأطراف نجحنا في خلق جو عائلي وحاول كل منا ان يضحّي من موقعه لما فيه خير الفريق... فأنا بقيت طيلة 3 أشهر في جربة غير مستقر بحيث أتنقل من نزل الى آخر، اضافة الى الصعوبات المادية التي تشكوها الجمعية وعدم مقدرتها على صرف مستحقات اللاعبين ناهيك ان رئيس الجمعية السيد حافظ القاضي دفع من ماله الخاص ما يقارب المائة ألف دينار لتوفير احتياجات بداية الموسم بمجهود شخصي والدعم كان مفقودا من الاحباء الذين كانوا في الموسم الفارط يساهمون في تنمية موارد الجمعية.. الى جانب كل ذلك ثمة مطالبة من قبل الاحباء بالمراهنة على الصعود وتراهم متشددين مع اللاعبين ويطالبونهم بالنتائج في الوقت الذي لا يعرفون فيه الظروف الداخلية الصعبة للفريق الذي لا يملك المؤهلات من الناحيتين المادية والبشرية للعب من أجل الصعود.. وطبيعي جدا ان أتأثر كمدرب بكل هذه العوامل ففضلت الفراق بالتراضي. * أكيد أنك تتابع نتائج جمعية جربة في القسم الوطني «ب»؟ لابد من الاشارة الى أنني غادرت هذا الفريق وتركت رصيدا به من العلاقات الممتازة مع الجميع وهو في اعتقادي المكسب الاكبر لكل مدرب.. أما عن النتائج الحالية من حيث تتالي الهزائم فهي ناجمة عن النقص الكبير في الرصيد البشري وحسب رأيي فإن جمعية جربة اذا ما لم تستغل هذه الفترة للقيام بالانتدابات اللازمة سوف تجد نفسها تلعب من أجل تفادي النزول. * هل كنت راضيا عن هذه التجربة في مشوارك؟ غادرت جمعية جربة مرتاح الضمير لأني راض تمام الرضاء عما انجزته من عمل رغم صعوبة الظروف. واعتز بما تركته من علاقات ممتازة تترجمها المكالمات الهاتفية التي تكاد تكون يومية من جربة. * هل وصلتك عروض أخرى بعد خروجك من جمعية جربة؟ إن كانت العروض موجودة فإنني أرغب في خوض التجربة التي تستجيب لطموحاتي الرياضية وان كنت اعتز بكل التجارب السابقة لما فيها من شهادات اعتز بها لأني أسعى للعمل بإخلاص قبل البحث عن الربح المادي طالما ان مفهومي لمهنتي كمدرب قوامه محبة خالصة لهذا العمل والمهم ان أترك خلفي اقتناعا لدى كل الأطراف بكفاءتي. * لعبت في النجم الساحلي وفزت معه بالالقاب.. ألا تطمح لتدريبه؟ طبيعي جدا ان يكون لدي الطموح وهو أمر مشروع للغاية بما أنني متحصل على ديبلوم في التدريب منذ عشرين سنة من مدرسة المدربين المحترفين بهولندا ذات الصيت العالمي وكنت من أول أبناء جيلي الذين يحصلون على شهائد في الميدان.. وحسب ما أعرفه فإن عائلة النجم الساحلي مقتنعة بكفاءتي وجديتي وانطلاقا من الظروف الحالية هناك دوافع موضوعية تجعل الفريق يبحث عن مدرب يعرف الجمعية والاجواء ككل بما فيها الجمهور بما يمكّن من ربح الوقت وهو أمر منطقي جدا مقابل الاتيان بمدرب جديد يلزمه الكثير من الوقت والحال ان النجم له التزامات عديدة على أكثر من صعيد.. أنا شخصيا أتمنى أن أنال حظي على غرار من سبقوني في اطار ما عرف به النجم من حيث منحه الفرصة لأبنائه الذين تألقوا في ما بعد وأشعت أسماؤهم كأفضل ما يكون انطلاقا من الاشراف على تدريب فريقهم في اطار تقاليد راسخة تميز بها النجم فالمدرب القدير السيد عبد المجيد الشتالي كانت نقطة انطلاقه من فريقه نحو نجاحات كبيرة.. ومن أبناء جيلي مُنحت الفرصة لعبد الرزاق الشابي وخالد بن ساسي لذا فإن طموحي لتدريب النجم أمر مشروع للغاية تعززه ثقتي في امكاناتي وإلمامي بظروف الفريق ككل. * بعد التتويج بكأس الكؤوس الافريقية ما هي قراءتك لحظوظ النجم في بقية التزاماته؟ النجم قادر على المزيد وباستطاعته تحقيق أهدافه من خلال تدعيم خيار حسن استثمار الرصيد البشري في مختلف المسابقات ويبقى في اعتقادي الدعم الجماهيري عبر مؤازرة الفريق في كل الحالات من أهم ضمانات النجاح لمواجهة ضغط المقابلات والنسق الماراطوني. * هل ترى بأن في النجم صعوبات على الصعيد الهجومي؟ عناصر من طينة أوبياكور وقانا وأنيوكاشي اعتبرها قيمة ثابتة ومن طراز عال لكن عندما نرى بأن الكرة العصرية تقوم كذلك على مؤازرة لاعبي الوسط للهجوم وبنجاح زبير بية في التسجيل ومهدي نصيرة واحمد الحامي لا يمكن اطلاقا ان نتحدث عن صعوبات في الخط الأمامي بالنسبة الى النجم الساحلي. * مغادرة ابراهيما كوني.. كيف ترى تأثيرها؟ كوني لاعب ممتاز على جميع المستويات وتعويضه ليس بالامر الهين لامتلاكه جميع المواصفات التي تخوّل له أن يلعب في أكثر من خطة واذا ما ركّزنا على الجهة اليمنى وهي المنطقة التي يلعب فيها كوني أكثر نجد بأن لاعبين في قيمة صابر بن فرج واحمد الحامي باستطاعتهم أداء المهمة على النحو المطلوب. * ماذا تقول عن المنتخب الوطني قبل شهر تقريبا من بداية كأس افريقيا؟ المدرب حاول ان يمنح الفرصة للجميع لكن ثمة وقت ضاع في تجربة لاعبين زائدين عن النصاب ولا مكان لهم في المنتخب الوطني وهو ما كان على حساب من هم مؤهلون حتى يكسب المنتخب الوقت الكافي لخلق الانسجام والتكامل لأننا سنواجه دورة كاملة وليس مقابلة فقط. كل ما أتمناه ان تكون المجموعة جاهزة مع بداية الكأس الافريقية بعد تجاوز الفترات الصعبة لبعض اللاعبين ومن بينهم سليم بن عاشور الذي يعول عليه المنتخب كثيرا اعتبارا للظروف التي مر بها من حيث انه لم يكن أساسيا مع فريقه في المدة الاخيرة. * كمهاجم دولي سابق ماذا تقول عن اضافة سانطوس لهجوم المنتخب الوطني؟ لاعب معروف له امكانات ممتازة وهو قادر على إفادتنا لكن في تقديري كل شيء يبقى مرتبطا بمدى تأقلمه مع المجموعة باعتبار قصر المدة التي سيأخذها هذا اللاعب في المنتخب قبل انطلاق النهائيات القارية.
