يرى الممثل المصري شريف منير أن غياب القضايا العربية في السينما العربية يعود أساسا الى رغبة المنتجين في الإثراء السريع بانتاج أفلام تجارية. ويعتبر الممثل، الوضع العربي الراهن غير مشجع بالمرة لتناوله في السينما، لأنه وضع متردّ ومليء بالهزائم. شريف منير حلّ أمس بتونس الى جانب الممثلتين جيهان فاضل وعلا غانم للمشاركة في مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب بفيلم «سهر الليالي» وتحدث ل»الشروق» عن علاقة السينما بالوضع العربي الراهن ومشاغل العرب عموما. كما تحدّث عن شريطه «سهر الليالي» الذي حقق إيرادات خيالية في مصر. * في رأيك ما هو سر نجاح «سهر الليالي» رغم أن أبطاله من الوجوه الجديدة الشابة؟ بغض النظر عن الأسماء المشاركة في الفيلم فان ما يجمع بينهما هو الحب والزواج.. كما أن السيناريو محكم البناء، وأحداثه منطقية قريبة من الواقع. وبالنسبة للممثلين، فقد أدّوا أدوارهم بإتقان ولا يهمّ إن كانوا نجوما أو وجوها جديدة. * ولكن قصص الحب والزواج لم تعد مقنعة في هذا العصر المليء بالحروب والأزمات؟ بالعكس المتفرّج في حاجة الى قصص الحب الرومانسية... القضايا السياسية والفكرية لا تلقى تجاوبا عند المنتجين بالخصوص.. فهم يريدون أفلاما مربحة، توفر لهم مداخيل كبيرة، ولا يهمهم اذا كان الوضع متردّيا أو فيه حروب وأزمات. * ولكن السينما الأمريكية حققت من خلال هذه القضايا، مثل الأزمات والحروب، أرباحا خيالية؟ السينما الأمريكية تسعى الى اظهار بطولاتها في أفلام الحرب، والعرب ماذا تراهم يظهرون.. هزائمهم؟! * «سهر الليالي» حقق نجاحا جماهيريا مذهلا في مصر، هل يمكن اعتبار هذا النجاح مقياس للنجاح الفني للعمل؟: لعلمك «سهر الليالي» فاز بجائزة أحسن تمثيل في مهرجان سوريا وأحرز لأول مرة في تاريخ السينما على ثمان جوائز على عدد أبطال الفيلم. * لو نعود الى السينما المصرية، هل مازالت في تراجع من حيث الانتاج؟ لا.. لقد شهدت في العامين الأخيرين تطوّرا ملحوظا على مستوى الانتاج، وهذا عائد الى تطوّر المستوى الفني خصوصا، وارتفاع الايرادات التي باتت تشجع المنتجين على الانتاج. وهناك فيلم ينجز حاليا في مصر اسمه «تيتو» بلغت تكاليفه 10 ملايين جنيه أي حوالي 3 ملايين دينار تونسي. * نلاحظ في السينما المصرية الآن، تغييب للنجوم الكبار وإقبال على الوجوه الجديدة، هل هذا ردّ على ارتفاع الأجور؟ تقصد أن الوجوه الجديدة لا تطلب أجورا مرتفعة، هذا غير صحيح.