بكل حزن تمر سنة كاملة على رحيل أحد عمالقة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة وأحد أقطاب التاريخ الحديث، هرم من أهرام علم التاريخ، الأستاذ فقيد الأسرة التربوية وفقيد طلاب العلم وفقيد قسم التاريخ بسوسة الأستاذ حمادي قريسة الذي وافاه الأجل قبل سنة وما أشبه الليلة بالبارحة، وأنا محمد صلاح حقي كباقي طلبة كلية الآداب لا أريد تفويت الفرصة حتى أعبر بالقرطاس والقلم. كما عبرت سابقا بالدمع والحسرة عن ذكرى أليمة لأقول لك أيها الهرم لقد ودعتنا ولن ننساك، لقد ذهبت جسدا وبقيت روحا ولن أنسى أبدا من علمني حرفا بل سأبقى لك عبدا، كنت طيب القلب حتى خارج الكلية، كنت لا تتوانى لحظة عن تقديم يد المساعدة المعنوية والمادية لكل طالب وجد عثرات في طريقه، كنت لنا أستاذا وأبا في ظل غربتنا عن أهلنا، كنت لنا رسولا مبعوثا، كنت تبدد حيرتنا وتذلل صعوباتنا كنت مثالا للرجل المثالي، كنت مثالا للعدل والمساواة. نم هانئا مطمئنا لأنك قدمت ما هو مطلوب في دنياك لذلك رحلت عن الدنيا والناس من حولك باكون كما جئت والناس من حولك ضاحكون، يتذكرك الجميع بالخير لأنك من علمنا الخير، يتذكرك الجميع بالكلمة الطيبة لأنك من زرع فينا طيب العطر وعطر الطيب. فرحمة الله عليك وأسكنك فراديس جنانه.