لكل منا منطقة خاصة وأسرار كمينة لا نفصح عنها الا اذا اصبحت تشكل عبءا ثقيلا ننوء عن حمله فنضطر بالتالي الى اخراجه من داخل كوامن النفس بعد ان نكون قد هيئنا له المكان الأمن به ونقصد بذلك انتقاء الشخص المناسب الذي من سيمته الوفاء والكتمان وحفظ الأسرار، عندها نبوح بأسرارنا دون ادنى خشية او ريبة وللبنات في سن معينة اسرار تتعلق بحياتها الخاصة هذه الأسرار عادة ما تكون محرجة او خطيرة في بعض الاحيان خاصة اذا ما تعلقت المغامرات العاطفية وعلاقة الفتاة بالطرف الآخر عموما لذلك تضطر الواحدة منهن كشف سرّها لشخص ما بغية الارتياح له مناشدة لنصيحة ما تضيء لها الطريق. فلمن تكشف الفتاة اسرارها؟ وماهي الاسرار التي تنضوي تحت القائمة الحمراء التي لا يمكن البوح بها مهما كانت الظروف والأسباب؟ «الشروق» طرحت الاسئلة السابقة على ثلة من فتياتنا فكانت الأجوبة متعددة ومختلفة، لنكتشفها تباعا. بنت الجيران موطن الأسرار رغم فارق السن بين الفتاة مريم وابنة جيرانها احلام الا انهما صديقتان حميمتان وقد فضّلت مريم جارتها على امها وبقية افراد عائلتها لتكون صدى لروحها ومستودع اسرارها لاسيما ان والدتها غالبا ما تظهر لها عدم التفهم وأحيانا باللامبالاة فمريم في نظر امها لازالت طفلة صغيرة في حين انها كبرت واصبحت لديها مشاعرها الخاصة وحياتها العاطفية الناضجة. ولتفادي سوء التفاهم الذي غالبا ما يحصل بين مريم وأمها اصبحت تستشير صديقتها وجارتها احلام في كل كبيرة وصغيرة تتعلق بحياتها الخاصة. أخي كاتم سري فضلت إكرام اخاها لتستأمنه على سرّها دون غيره من الأهل والاصدقاء فعلاقة اكرام بأخيها متينة جدا ولا تتحرّج من كشف ادق اسرارها له بما في ذلك تفاصيل علاقتها بصديقها وتقول اكرام ان امها عادة ما تعجز عن فهمها وتوجه اليها التوبيخ تلو الآخر جرّاء تصرفها مع الآخرين وبحكم فارق السن الكبير بينها وبين امها فإن التفاهم بينهما يصبح من المستحيلات لاسيما أن امها عادة ما تحكم حكما اخلاقيا قاسيا على علاقة الفتيات بالشبان كما نعيشها اليوم. الآنسة هويدا ترى ان الأخ هو الموضع المناسب لأسرار اخته بشرط ان يكون متفهما وعلى قدر كبير من الوعي والثقافة. وتضيف الآنسة هويدا ان بعض الأسرار الخاصة جدا يمكن ان تسبب مشاكل للفتيات هي في غنى عنها خاصة اذا ما تعلقت بالامور الجنسية فلا احد وخاصة الأخ او الأم يتفهم ذلك فهي شخصيا كانت تثق بأخيها وتأتمنه على اسرارها وعندما روت له تجربة جنسية عابرة كانت قد قامت بها بسبب التهوّر والطيش اقام الدنيا وأقعدها ولم يسامحها على صنيعها هذا ومن ثمة حلّ الجفاء بينهما مكان الودّ وأصبحت هويدا لا تبوح بسرها لأحد مهما كان. نعم لصديقي ولا لأمي بالرغم من الصورة المتعارف عليها والتي تظهر الانسجام التام والمساندة المستمرة بين الأم وابنتها الا ان التحول الاجتماعي والاسري الذين نشهده حاليا خلق نوعا من القطيعة بين الأم وابنتها وهنا يدخل مشكل صراع الاجيال فأصبحت الفتاة تفضّل الكشف عن اسرارها لصديقها لا لصديقتها او امها واختها هذا الرأي تؤكده لنا الآنسة يمينة تقيم بالعاصمة نظرا لعملها بعيدا عن عائلتها من جهة والاختلاف البيئي بين تفكيرها وتفكير امها جعلها تلتجئ الى صديقها الذي تربطه به علاقة حب وانسجام الى اختياره صدى لروحها ومكمنا لأسرارها الخاصة جداوتضيف الآنسة يمينة انها تبوح بكل اسرارها لصديقها دون تحفظ بعد ان لمست فيه الوفاء والثقة. الآنسة ايناس بدورها ترى ان صديقها او حبيبها هو الوحيد الذي تستأمنه على اسرارها وترفض بشدة ان تكون لها صديقة في سنّها. ايناس تلتجئ احيانا الى امها وصديقة امها لتسرّ لهما بكوامن نفسها فهي ترتاح كثيرا خاصة لصديقة امها لأنها لا تبخل عليها بالنصيحة والتوجيه السليم. لا للصديقة بصوت واحد ردّت اكثر من فتاة رفضها القطعي للبوح بسرّها لصديقتها فالفتاة في يومنا هذا اصبحت تمتاز بالحسد والغيرة ولا يمكن ان تستأمنها صديقتها على سرّها هذا الكلام اكدّته بشدة الآنسة نورة التي اختارت صديقتها لترمي بحملها عليها بغية مساعدتها ونصحها وماراعها الا التصرف الذي اقدمت عليه صديقتها الى لم تستطيع كتمان سرّها واصبحت تنقله من واحدة الى أخرى حتى اصبح سرا مشاعا بين الجميع فأثر ذلك على نفسية الآنسة نورة وأقسمت على ان لا تبوح بسرها لأنثى مستقبلا مهما كانت الاسباب.