يعد قصر دار عثمان من أقدم القصور وأفخمها في تونس وقد جعله عثمان داي لاستعماله الخاص بعيدا عن القصبة ومشاكل الانكشاريين والثوار، ويحيط بالقصر كل من نهج المبزع ونهج الدباغين ونهج المجاهدين وتمثل هذه الأنهج الثلاثة سورا يفتح مباشرة على نهج المبزع أين بنيت أبواب تمنع الدخول إلى القصر. وذكرت المصادر التاريخية ان عثمان داي (1594 1610) بنى القصر بعد سباق غنم منه غنيمة هامة مكنته من توفير الأموال الضرورية لذلك. وبقي عثمان في قصره هذا إلى أن توفي عام 1610م. واجهة رائعة ونمط أندلسي وتتميز دار عثمان بواجهة فخمة رائعة يعلوها عمادان متشابهان يفصلهما قوس مقصب، مزين بعقد من الحجارة الملونة، كما يوجد في كل جهة من الواجهة الأمامية عمود منضد من الرخام أما جدران الدريبة (بهو الدخول) فهي مكونة من أقواس صغيرة تعلوه مقاعد مبنية. وإلى جانب الخزف الملون والجبس اللذين استعملا لتزويق القصر وتزيين الجدران، استخدم أيضا كل من الرخام الأبيض والأسود لنفس الغرض. ويمتد فناء القصر بين بابين ضخمين يعلوهما خمسة أقواس مقصبة تحمل عقدا منحوتة في شكل أركان من اللونين الأبيض والأسود ترتكز على أعمدة ذات تيجان أندلسية. وتتواصل هذه الأقواس على طول الجهتين المحاذيتين للساحة في شكل أقواس مغلقة. حديقة فريدة ومن أهم خصائص القصر كما تقول السيدة راضية بن مبارك (مهندسة معمارية مختصة في التراث) الحفاظ على الطابع المعماري لمدينة تونس، والاستغلال الذكي للفضاء داخل القصر. كما أن دار عثمان هي المكان الوحيد في مدينة تونس الذي يحتوي على حديقة داخلية ذات نمط أندلسي رائع. ومثل سائر قصور المدينة، تم تزيين وزخرفة دار عثمان بالمربعات الخزفية التقليدية، والمربعات الرخامية المخصصة لتركيب أعمدة الأبواب والمنازل. وإذا أضفنا إلى ذلك «نقش الحديدة» والزخارف الأخرى. تتضح بجلاء صورة الدار الثرية بهندستها المتناسقة، وروحها العربية الإسلامية الأصيلة والمتجذرة في الماضي. وكانت الدار التي جرى ترميمها ما بين 1993 و1996 على ما يبدو مقر الإقامة الثانوي لعثمان داي. فقد اختار إقامتها بعيدا عن القصبة ومركز الحكم بحثا عن الراحة، والهدوء، وللإنفراد بأصدقائه، وخلانه، وجواريه. ويكفي القيام بجولة داخل القصر للتأكد من أنها المكان المثالي لاعتزال الناس وقضاء أوقات ممتعة وهادئة بمعزل عن العامة والانكشاريين والثوار والأمراء.