يحدث أن تجد الضرائر أرضية للوفاق والتفاهم بينهما، ويحدث كثيرا أيضا أن تنشأ بين الحماة والكنة علاقة رائعة تكون أشبه بعلاقة الأم بابنتها لكن من النادر ايجاد علاقة ملؤها المحبة والود بين سلفتين. فالعلاقة بين السلائف غالبا ما تكون مشحونة بالنفور والغيرة وأشياء أخرى قد تصل إلى الكراهية والحقد. فما سر هذه العلاقة المتوترة بين السلائف، وما موقف الأزواج الأشقاء من معارك نسائهم؟ النبش في هذا الموضوع لم يأت من فراغ بل على خلفية قصص وشهادات غاية في الغرابة والخطورة. فالغيرة بين سلفتين قد تؤدي باحديهما الى التفكير في ايذاء الأخرى بشتى الأشكال وقد يصل الأمر إلى القتل. ولا شك أن المأساة التي شهدتها قبل سنوات ضاحية المرسى بتونس لا تزال حاضرة بالأذهان بسبب اقدام امرأة على قتل طفلة سلفتها بطريقة بشعة وعندما سئلت عن سبب قيامها بتلك الجريمة الشنيعة ردت بكل برودة دم بأنها أرادت أن تحرق قلب سلفتها التي كانت تعايرها بعقمها وهكذا ذهبت طفلة بريئة ضحية غيرة وحقد زوجة العم. وسجلات المحاكم العربية مليئة بتفاصيل أحداث من هذا النوع، آخرها اقدام زوج من احدى الدول العربية على قتل شقيقه بايعاز من زوجته التي كانت تنسج كل يوم قصة عن احتقار شقيق زوجها لها ولأولادها في غياب زوجها، إلى أن جاء اليوم وطفح الكيل بالرجل فلم يجد غير القتل للتخلص من تلك المشاكل. ولئن كانت القصص المذكورة حالات نادرة فإنها يمكن أن تقع في كل مكان وفي كل لحظة اذا لم يتم التحكم في شرارة الغيرة التي قد تلتهب في قلب احدى الزوجات ليزيدها تهور الزوج أحيانا فيقع المحظور الذي لا ينفع بعده الندم. حقد دفين «الشروق» طرقت هذا الموضوع من خلال حديثها مع مجموعة من الزوجات السيدة هادية تؤكد أن علاقتها بسلفتها لا تشوبها خلافات ظاهرة لكنها تشعر بأنها تكرهها وتكن لها حقدا دفينا. وتضيف «هادية» قائلة : «رغم أن سلفتي ربة بيت ولا تعمل فإنها تحاول دائما تقليدي في كل شيء، بل وتشترط على زوجها أن يوفر لها كل ما تراه عندي، وقد بلغ بها الأمر حد مطالبته بأن يشتري لها سيارة رغم أن سيارتي ملك والدي ولم يشترها لي زوجي. وتمضي هذه السيدة قائلة : «برغم أني أحاول دائما كسب ود سلفتي من خلال السؤال عنها بالهاتف وزيارتها فإني أشعر دائما بأنها لا تكن لي بذرة حب واحدة». أما لطيفة التي تنفي أن يكون سبب فتور علاقتها بسلفتها غيرة نسائية فتقول أن دخول سلفتها الى العائلة قد قلب كل الموازين وتضيف لطيفة : «كنت الكنّة الوحيدة في العائلة باعتباري زوجة الشقيق الأكبر، وكان الجميع يحبني ويعاملني معاملة خاصة حماتي التي كانت تستشيرني في كل شيء، لذلك لم يكن غريبا أن تفوضني للبحث عن عروس لابنها ولم أجد وقتها أحلى وأرق من صديقتي لذلك كانت فرحتي كبيرة يوم زفافها اذ شعرت وكأنني أزف أختي. ومرت الشهور الأولى بسلام قبل أن تبدأ العروس الجديدة في ابراز مخالبها التي سرعان ما وجهتها لي أنا بالذات ورغم أني كنت دائمة السؤال عنها فإنها لم تكن تفعل، كما انقطعت عن زيارتنا رفقة زوجها رغم أنه لم يكن يتحمل مرور يوم واحد دون رؤية أطفالي قبل الزواج. ولاحظت أن شقيق زوجي أصبح يعاملني أنا وأطفالي ببرودة دون سبب يذكر وزاد الأمر عن حده عندما بدأت سلفتي تتقرب من حماتي بطريقة فيها الكثير من الخبث والزيف حتى كسبت ودها وأصبحت أنا في المرتبة الثانية بل أن حماتي أصبحت تكرهني وتكيد لي دون سبب. رواسب وتراكمات غير أن السيدة منى موظفة ترفض الحديث عن كراهية جاهزة بين السلائف، وتؤكد أنها رواسب تفرزها الغيرة حين تعمد احداهما الى مقارنة نفسها بالأخرى ولا تقتصر هذه المقارنة على الناحية الشخصية بل تتعداها الى الأولاد والأزواج وديكور البيت وغير ذلك. وترى «منى» أن من أكثر الأشياء اثارة لحساسية العلاقة بين السلفتين هي تفاوت المستوى الثقافي والتعليمي لكل منهما أو كذلك المادي. وإذا كان موقف النساء يصب في أن الغيرة والمقارنات هي سبب المشاحنات بين السلائف ماذا يقول الأزواج؟ موقف الأزواج السيد «منير» يقول ينبغي على الزوج أن لا ينساق وراء مهاترات «لا يعطيها أذنه» كما يقال عندنا لأن العلاقة بين الأشقاء أقوى من تلك التفاهات التي قد تختلقها بعض النساء. ويوافق «لسعد» كلام سابقه بقوله بأنه ينبغي أن يكون الزوج ذا شخصية قوية حيث ينبغي عليه تجاهل تلك الخلافات الناتجة عن الغيرة والسعي لازالتها بالحسنى لأن المرأة مزاجية ويمكن أن تغير رأيها بسهولة لذلك ينبغي أن يكون الزوج أكثر رصانة وأن يجعل علاقته بشقيقه فوق كل الخلافات.