معتمد باردو ينفي عدة معلومات بخصوص القطار الذي يمُرّ بالمدينة    هند صبري مع ابنتها على ''تيك توك''    شيرين تنهار بالبكاء في حفل ضخم    تونس تشارك في معرض الجزائر الدولي    وزارة التعليم العالي تطلق الدفعة الأولى لمجمّعات البحث في نسختها الأولى    تونس العاصمة : الإحتفاظ بعنصر إجرامي وحجز آلات إلكترونية محل سرقة    بداية من الثلاثاء المقبل: تقلبات جوية وانخفاض في درجات الحرارة    تالة القصرين : الإحتفاظ بمروجي مخدرات وحجز قطع مختلفة الأحجام من مخدر القنب الهندي.    وفاة 14 شخصا جرّاء فيضانات في أندونيسيا    اخصائيون في علم النفس يحذرون من "مدربي التنمية البشرية"    غدًا الأحد: الدخول مجاني للمتاحف والمعالم الأثرية    عاجل/ أحدهم ينتحل صفة أمني: الاحتفاظ ب4 من أخطر العناصر الاجرامية    تمّ التحوّز عليه منذ حوالي 8 سنوات: إخلاء مقر المركب الشبابي بالمرسى    روسيا تُدرج الرئيس الأوكراني على لائحة المطلوبين لديها    4 ماي اليوم العالمي لرجال الإطفاء.    صفاقس :ندوة عنوانها "اسرائيل في قفص الاتهام امام القضاء الدولي    المدرسة الابتدائية 2 مارس 34 بالسرس: يوم تحسيسي تثقيفي حول داء الكلب    عروضه العالمية تلقي نجاحا كبيرا: فيلم "Back to Black في قاعات السينما التونسية    إنتخابات الجامعة التونسية لكرة القدم: لجنة الاستئناف تسقط قائمتي التلمساني وبن تقية    نابل: انتشار سوس النخيل.. عضو المجلس المحلي للتنمية يحذر    الرابطة الأولى: برنامج النقل التلفزي لمواجهات نهاية الأسبوع    منع مخابز بهذه الجهة من التزوّد بالفارينة    كأس الكاف: تونسي ضمن طاقم تحكيم مواجهة نهضة بركان المغربي والزمالك المصري    استثمارات بقرابة 2 مليار دينار طيلة الربع الأول من العام الحالي    جندوبة: احداث لجنة جهوية لمتابعة سير موسم الحصاد وتجميع الحبوب    عاجل/ تلميذة تعتدي على أستاذها بشفرة حلاقة    «لارتيستو» الممثل صابر الوسلاتي ل«الشروق» «رقوج» رسالة في مواصفات الممثل الحقيقي !    لهذا السبب.. كندا تشدد قيود استيراد الماشية الأميركية    القصرين: حجز بضاعة محلّ سرقة من داخل مؤسسة صناعية    عاجل/ القبض على شاب شوّه وجه عضو مجلس محلي بهذه الحهة    هام/ التعليم الأساسي: موعد صرف مستحقات آخر دفعة من حاملي الإجازة    القبض على امرأة محكومة بالسجن 295 عاما!!    تونس تعول على مواردها الذاتية.. تراجع الاقتراض الخارجي بنحو الثلث    "سينما تدور".. اول قاعة متجوّلة في تونس والانطلاق بهذه الولاية    التوقعات الجوية لليوم    وفاة أحد أهم شعراء السعودية    قتلى ومفقودون في البرازيل جراء الأمطار الغزيرة    فتحي عبدالوهاب يصف ياسمين عبدالعزيز ب"طفلة".. وهي ترد: "أخويا والله"    دولة أوروبية تتهم روسيا بشن هجمات إلكترونية خطيرة    وزارة الفلاحة ونظيرتها العراقية توقعان مذكرة تفاهم في قطاع المياه    كأس تونس لكرة القدم- الدور ثمن النهائي- : قوافل قفصة - الملعب التونسي- تصريحات المدربين حمادي الدو و اسكندر القصري    بطولة القسم الوطني "أ" للكرة الطائرة(السوبر بلاي اوف - الجولة3) : اعادة مباراة الترجي الرياضي والنجم الساحلي غدا السبت    الرابطة 1- تعيينات حكام مقابلات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    رئيس اللجنة العلمية للتلقيح: لا خطر البتة على الملقحين التونسيين بلقاح "أسترازينيكا"    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها (رئيس دائرة الإنتاج الحيواني)    المدير العام للديوانة يتفقّد سير عمل المصالح الديوانية ببنزرت    فيلا وزير هتلر لمن يريد تملكها مجانا    إنه زمن الإثارة والبُوزْ ليتحولّ النكرة إلى نجم …عدنان الشواشي    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    بطولة افريقيا للسباحة : التونسية حبيبة بلغيث تحرز البرونزية سباق 100 سباحة على الصدر    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    قرعة كأس تونس 2024.    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشروق» تحاور عالما تونسيا أصلح «هابل» ويساهم في نجاحات «النازا» الأمريكية محمد الأوسط العياري حقق حلم البشرية في الحصول على صور ثلاثية الأبعاد من المريخ
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

التقيته بأحد المنازل المتواضعة بحمام الانف احدى الضواحي الجنوبية للعاصمة تونس صباح اول امس الاثنين 5 جانفي 2004، وجدته «مبتهجا» وفي غاية الانشراح والسعادة، يلفّه الفرح تعلوه ابتسامة عريضة.
وكانت كلمتا «انا محظوظ» اكثر الكلمات التي نطق بها محدثي، المهندس، الدكتور السيد محمد الأوسط العياري طيلة ازيد من 5 ساعات كاملة تلقيت خلالها اجابات شافية وواضحة حول مسيرة شاب تونسي شقّ طريقه نحو النهل من المعرفة والاستزادة من العلوم الهندسية والفضائىة واستفرغ حياته كلها ليدوّن بأحرف ذهبية تألقا تونسيا نادرا وبديعا ارتقى به الى مصاف «العالمية» و»الكونية».. الى سطح المريخ!
نعم، كان يحقّ لمحمد الأوسط ان يبتهج وان يفرح وهو يرى امام عينيه حلما يتحقق ونجاحا يتجسد على ارض الواقع... فالصورة الاولى التجريبية التي بعثتها العربة «Spirit» من على سطح كوكب المريخ اكدت نجاح التجربة الفضائية الجديدة لوكالة الفضاء الأمريكية ال «نازا» والتي كان لمحدثنا دور محوري وبارز في تجسيدها... نعم، يقف التونسي محمد الأوسط العياري وبقسط كبير خلف توفق ال «سبيريت» في اولى مهامها في نقل ملامح عن الوضع فوق كوكب المريخ...
كيف كان ذلك؟ وكيف وصل محمد الأوسط الى هذا المدى من التألق والاشعاع في اكبر وكالة فضائىة في العالم بأسره؟ وماهي الادوار التي اداها هذا «العالم التونسي» والاضافات التي انجزها حتى تكلل مهمة العربة الامريكية بالنجاح في الوقت الذي عرفت فيه التجربة الفضائىة الاوروبية الفشل الذريع عندما انقطعت «والى الأبد» اخبار العربة «بيقال 2» باستحالة تنفيذ اي اتصال معها؟... زيادة على كل ذلك: إلام يحتكم «محدثنا» وماهي فلسفته في الحياة؟ وكيف ينظر الى بلده تونس والى العالم من حوله؟ تلك اسئلة سعت «الشروق» الى الحصول على اجابات لها من خلال هذا الحوار الهام والمهم.
أجرى الحوار: خالد الحداد
صور: طارق سلتان
محمد الأوسط العياري من مواليد مدينة حمام الانف في 10 نوفمبر 1959، درس الابتدائي في حمام الانف ثم الثانوي في المعهد الصادقي فسنتين جامعيتين بمدرسة المهندسين بقابس (Enig) ليتحصل في جوان 1983 على ديبلوم مهندس اول في الهندسة المدنية بمدرسة المهندسين بتونس (Enit) .. ثم.
* لم يتوقف طموحك عند ديبلوم الهندسة المدنية ورغبت في تجاوز حدود الجامعة التونسية؟
نعم مباشرة اثر حصولي على ديبلوم التعليم العالي في الهندسة المدنية وبتشجيع من العائلة وسيرا على نهج بقية اخوتي سافرت الى امريكا وتحديدا الى جامعة «كولورادو» اكبر جامعات مدينة بولدون لتحضير شهادة الدكتوراه التي نلتها في جوان 1988 بامتياز في تخصص الميكانيك التطبيقية Mécnique appliquée.
علام ركزت ابحاثك تحديدا؟
اشتغلت على ميدان تشقق المواد العضوية والهندسية عبر متابعة اثر الثقل المسلط عليها ورصد طبيعة ونوعية الضغط الجاري عليها من مرحلة التشقق الى الانكسار، وضبط القوانين التي تحتكم اليها كل المواد من التشققات الموجودة على كفّ الانسان الى سائر المواد العضوية والهندسية من طبقات أرضية ومناخات وجسور وسدود وطرقات وبناءات... وانطلقت من التأسيس الى نظرية اولى ترصد التنبؤات الممكنة لآثار الزلازل على الجسور والسدود واكدت ان ما وقع في سدّ الهند من تكسّر في الستينات انما كان تبعا لحركة زلزالية... واجرت السلطات الامريكية تعديلات على المواصفات المتعارف عليها لبناء السدود انطلاقا مما توصلت اليه في ابحاثي وكلفت في اطار اعمال حكومية بمراقبة بناء السدود في ولاية الكولورادو وواصلت ابحاثي التي مكنتني من بناء 3 نظريات جديدة.
1 نظرية تكاثر وتطوّر التشقق في الأوساط الطبيعية والمواد الهندسية.
2 حساب الهيكلة تحت الضغوط السريعة والتصادم (وهي طريقة جديدة ساهمت في حل المشكل العام بالسرعة المطلوبة ووفق نوعية الأشكال وطبيعة المواد.
3 الطرق العلمية للمحاسبة والتنبؤ بتأثيرات الضغوط الخارجية على الهياكل الطبيعية والهندسية.
* إلام قادتك هذه النظريات الجديدة؟
قادتني الى عدة نتائج باهرة وساهمت في ابراز كفاءتي على افضل الوجوه اذ تمت دعوتي الى كندا بامتيازات كبيرة من اجل مزيد تعميق تلك النظريات في مجال خزن المواد والنفايات النووية في الهياكل تحت الارضية.
وكانت المهمة في غاية الدقة من اجل ضبط الطرق العلمية الأفضل والأنجع لتخزين هذه المواد النووية في بيت جوفي تحت الارض دون ان يقع ضرر عند استغلال واستعمال بقية المواد الجوفية من مياه ومعادن... ووفقت من خلال ابحاثي في جامعة مانيتوبا Manitoba الكندية ان اضبط بصفة علمية خاصية هذه البيوت الجوفية والهياكل التحت ارضية التي تكون قادرة على الحد من مخاطر النفايات النووية المتروكة الى حين اضمحلالها وذوبانها نهائيا.
وتدفقت عليّ تبعا لذلك الامدادات المادية لمواصلة البحث من عدة جهات، وتدفق عليّ الطلبة لإنجاز اعمالهم في اطار شهادة الدكتوراه.
ونظرا لأهمية الموضوع وحساسيته وكونه ملفا عالميا راهنا كوّنت مخبرا كبيرا وشكلت فريق بحث في كندا وتفرّغت للتكوين والتدريس واشرفت على 8 ابحاث ماجستير و8 أبحاث دكتوراه لطلبة من كندا وامريكا والصين واندونيسيا والسعودية والكويت... وأذكر ان صالح عبد السلام (رئيس قسم الطيران في ليبيا) كان من افضل تلامذتي على الاطلاق.
* ماهي قضية الاستاذ المحاضر مدى الحياة؟ ثم كيف كانت عودتك الى الولايات المتحدة الامريكية؟
لما تكوّن عندي فريق البحث المشار اليه سابقا تمكّنا من التوصل الى عدة ابحاث جديدة في التكنولوجيا الحديثة Technologie à pointe ابرزها اننا تمكنا من تحديد العمر الافتراضي الذي يمكن ان تتحمله البيوت الجوفية تحت الارض تحت الأضغاط والأثقال المختلفة وتحافظ على هيكلتها وشكلها المرسوم لها منذ البدء وطبقنا هذه الابحاث الأولية في ميدان الهندسة والعلوم الجيولوجية فكانت النتائج جيدة للغاية وهو ما جعل الانظار تلتفت الى الفريق ومركز البحث فمنحتني جامعة مانيتوبا الكندية صفة الاستاذ المحاضر مدى الحياة سنة 1993، وقدم اكبر العلماء في العالم للمركز للمحاضرة وتهاطلت الامدادات المادية مجددا وبأكثر غزارة وانشدت المراكز والمجامع العلمية الامريكية الى الأبحاث المجراة وتمت دعوتي سنة 1993 الى امريكا وكلفت بأول مشروع يهم تجاوز الصعوبات والمشاكل التي يمرّ بها المجهر هابل الذي كانت به عدة اخطاء وكان يوما حزينا جدا لدى الامريكيين لما كانت الصور المتأتية من التيلسكوب هابل غير واضحة وضبابية وساهمت بقسط كبير في اصلاح الاخطاء الموجودة ب «المرآة العاكسة» ل «هابل» لتسهيل مهامه في التقاط صور للعالم الخارجي عن الفضاء الارضي.
* اذن، المجهر «هابل» كان أول لقاء لك مع الهندسة الفضائىة؟
نعم، اشتغلت بنجاح على اصلاح الخلل الموجود بالمجهر «هابل» وبعد ذلك عرض عليّ الامريكيون العودة النهائىة من كندا والاشتغال بمواضيع اخرى وبعد سنتين وتحديدا في ديسمبر 1995 عدت الى «كولورادو» لكنني حافظت على موقعي كأستاذ محاضر في كندا... وتفرّغت الى البحث واصبحت اشتغل على عدة مشاريع في وقت واحد وكنت اعمل بمعدل 14 ساعة في اليوم وكان ذلك ممتعا وجيدا للغاية واشتغلت على جميع مشاريع «النازا» في باب المجاهر الكبرى.
فبعد اصلاح «هابل» تدخلت ضمن الفريق الأحمر للتصليح لفائدة المجهر تشداندرا Chandra (وكان يسمى Axal) الذي وقعت فيه مشاكل على مستوى اجهزة التدفئة وكنت مهندس الهيكلية وساهم هذا التلسكوب الذي يعمل بأشعة X في وصول صور جميلة جدا ساهمت في تقديم مفاهيم عظيمة جدا في ما يخص ولادة الاكوان وولادة النجوم، ثم في المجهر سبيتزر Spitzer (وكان يسمى Sirtif) ضبطت صلاحية الجهاز اللاقط وسلامته خاصة وهو كان يعمل تحت الأشعة الحمراء مما يفترض دقة متناهية للحصول على صور دقيقة متأتية من مركبة فضائية تعتمد على الطاقة الشمسية وكان التحدي الكبير هو كيفية المحافظة على توازن المركبة وجعلها خالية تماما من الذبذبات لان اي تحرّك كان يمكن ان يجعل الاجهزة تتحرك فتضطرب تبعا لذلك الصورة وتتشوّش.
* ماهي طبيعة اضافاتك في هذا الباب؟
وضعت طرقا جديدة لمكافحة الذبذبات والضغوط الناجمة من العجلات الدائرة التي تستعمل لتوجيه المركبات الفضائية بالاضافة الى اختراع طرق جديدة لتركيب الأجهزة الضوئية والالكترونية وبسرعة تعلمت قوانين الهندسة البصرية وهندسة المراقبة ودرّست نفسي علوم المواد، وأنا حاليا رئىس قسم الميكانيك في «Ball airospace» ب «بولدرن» بولاية كولورادو الذي يشتغل بنسبة تفوق ال 90 لفائدة وكالة الفضاء «النازا».
* لاحظتُ اهتماما كبيرا منك منذ التقائي بك بآخر تجارب، «النازا» الفضائىة؟
امس الاحد (الحوار اجري يوم الاثنين) وصلت اولى الصور من العربة Spirit من على سطح المريخ واليوم جرى اول اتصال مباشر بينها والمركز الارضي وانا على صلة وثيقة بهذا المشروع الهام والتاريخي اذ كنت المشرف الرئيسي على إعداد وتركيب 3 اجهزة رئيسية بهذه العربة وهي:
جهاز الاتصالات الأرضية المباشرة
جهاز التصوير الدقيق بثلاثة أبعاد (Pancam)
جهاز تصوير جيولوجي للأشعة تحت الحمراء وكنت قائد مجموعة متكوّنة من 50 مهندسا وفنيا وخبيرا... والحمد لله نجحت المهمة.
* لقد سبق للانسان التقاط صور عن سطح المريخ... ما الجديد الذي ستقدمه العربة Spirit... ثم لماذا أخفق الأوروبيون في مهمتهم المماثلة؟
نعم سبق جلب صور عن المريخ في الثمانينات وأواسط التسعينات لكن هذه المرة سيكون الامر مغايرا لان الصور ستكون ثلاثية الأبعاد وهو ما سيساهم في وصول صور معبّرة عن حقيقة هذا الكوكب وهذه المرة سيكون بإمكان العلماء الاجابة بصفة دقيقة عن اسئلة ظلت لعقود تؤرقهم هل كانت هناك حياة وهل توجد الآن حياة على المريخ؟ وماهو تاريخ وجود المياه؟
وماهي الطبيعة الجيولوجية للمريخ؟ وهل هناك امكانية لحياة مستقلية فيه؟ وسيساهم التوأم الثاني Oportionité الذي سينزل يوم 25 جانفي 2004 في الجهة الأخرى من المريخ ليعاضد عمل Spiritوسيكون بامكان هاتين العربتين التنقل يوميا على مسافة 40 مترا ولمدة ادناها 3 أشهر (وقد تدوم فترة اطول) وستساهم في ضبط المقاييس العلمية والمكوّنات الدقيقة لهذا الكوكب الذي له اهمية خاصة.
أما عن الاوروبيين فأعتقد ان قلة التجربة هي التي اوقعتهم في الفشل فعلى عكس وكالة النازا تعتبر تجربة «بيقال 2» الاولى لأوروبا واعتقد انه لم يعد هناك الآن اي امل في ان تنجز العربة الاوروبية مهامها والأكيد ان سيناريو سيئا تعرضت له تمثل إما في نزولها في مكان غير محدد او تهشّم جهاز البث او انها احترقت عند النزول او انها نزلت في حضرة وهو ما لم يمكنها من اجراء اي اتصال.
* تتحدث، عن «تأريض» المريخ... وتقول ان لهذا الكوكب اهمية كبرى: كيف ذلك؟
نعم، تأريض، المريخ هو هدف العلماء حاليا في اتجاه البحث عن ملجأ آخر للانسان بعيدا عن الارض في حال حدوث تصادم او «كارثة كونية» مدمّرة من اجل المحافظة على استمرارية الكائن البشري.
والمريخ هو اشبه الكواكب بالارض لذلك له اهمية خاصة، واعتقد انه في يوم من الايام (ربما مع السنوات الاخيرة من القرن الحالي) سيصل الانسان الى صنع آلة بيولوجية في شكل آدمي ستطوّر على سطح المريخ وسيكون شكلها حسب نوعية البيئة، العلم يسعى اليوم الى ان يعيد المريخ في شكل الارض وعلميا يمكن ان نطوّر فضاء المريخ وان نعمره بالاكسيجين ونضع فيه النباتات والبذور الحيوانية والنباتية ثم بعد ذلك ستصبح هناك حياة على سطح القمر وانطلاقا من قواعد ارضية لمراقبة التطوّر الحاصل يمكن ان نستخلص المعادن والمواد الأولية الموجودة في المريخ بالاضافة الى خدمة عدة أغراض اخرى علمية وبحثية تهم البشرية.
وأرى انه في غضون المائة سنة القادمة سنشهد عجائب وتطوّرات كبرى في محيط الارض تتجسد خاصة في ان الانسان سيتمدد في الكون باتجاه الكواكب الاخرى فبالاضافة الى ما سيمثله المريخ من فرصة لتسهيل انتقال الانسان الى سائر الكواكب والمجرات نظرا لأن الجاذبية هناك اقل، فإن الانسان سيتمكن في وقت قريب من استغلال الطاقة الشمسية الموجودة على سطح القمر عبر استيعابها وتجميعها ثم ارسالها الى الارض وعندها سيعم النور كل الارجاء وستكون الطاقة في متناول كل الشعوب وستكون طاقة غير مكلفة ومفيدة جيدا للبشرية جمعاء.
* تقول «تمدد» في اتجاه الكواكب الأخرى هل هو خوف على مستقبل الكرة الارضية من حرب نووية او جرثومية مثلا؟
ليس خوفا هذه حقيقة علمية مؤكدة: خيرات الارض وما فيها سائرةالى الفناء والاضمحلال والارض فانية في وقت من الاوقات وعلى العلماء ايجاد ملاذ آخر للانسان لكي يواصل عيشه خاصة وان الخطر الداهم يبقى دائما موجودا نتيجة لاحتمالات الممكنة لحادثة تصادم كبرى بين الكواكب.
ان العلماء يستشعرون اليوم وأكثر من اي وقت مضى دورهم التاريخي في البحث والتصوّر الافتراضي وايجاد الملاذات الآمنة وهم اليوم يتنازلون رويدا رويدا عن استخدام الاسلحة الجرثومية والنووية التي تأكد الجميع انها مجرد ادران و»اوساخ» وسيزول قريبا خطر هذه «النفايات» بصفة سلمية ودون ادنى مضاعفات لأن من يمارسون التجاوزات في هذا الباب هم قلة انكشفت حقائقهم ولم تعد لهم مصداقية لا بين شعوبهم ولا بين العلماء الصادقين.
ان التخلص من هذه «الجراثيم» و»الأدران» هو مسألة وقت فقط لأنه لم يعد هناك من يهتم بها كثيرا فالمجال اليوم الى التمدد في الكون والمكان مثلما تم ويتم التمدد في الاوقات والأزمنة.
* وماذا عن تونس... هل من دور لها؟ وماذا عن مشروع قمر اصطناعي تونسي؟
تمّت اتصالات مع الوزارة المعنية منذ سنة 1999 عندما قدم معي الى تونس رئىسي المباشر وامكانية قمر صناعي للاتصالات مثلا امر يسير خاصة في ظل وجود مكان مخصص (Orbite) للبث الفضائي التونسي يمكننا ان نضع قمرا صناعيا تونسيا في حدوده.
وأعتقد ان بعث مثل هذا القمر هو ضرورة ملحّة لمزيد تطوير الاقتصاد التونسي والمحافظة على ما تحقق لنا من نمو مطّرد خاصة في ظل ظروف الاستقرار التي ينعم بها بلدنا. ان ذلك سيمكننا من وضع دراسة ورؤية حول حاجيات البلاد وضبط تقديرات استشرافية وايجاد حلول لعدة مشاغل من قبيل التصحر والفيضانات واكتظاظ حركة المرور والتلوّث والبناء الفوضوي... بالاضافة الى التحسس من الفضاء لمعرفة كل الخيرات الارضية والبحرية التي توجد بالبلاد.
وتونس والحمد لله اذا ما قورنت بمحيطها المغاربي والعربي والافريقي فهي قد قطعت اشواطا كبيرة جدا في العلم والفهم وكيفية التصوّر ومثلما لعبت تونس سابقا في ظل الامبراطوريات المتعاقبة حيث كانت على الدوام عاصمة متألقة بامكانها ان ترتفع بالمنطقة وتقودها الى آفاق ارحب.
لتونس دور مركزي كمجمع علمي وتجربة تاريخيا وحضاريا وكانت هي الاسرع في التطوّر فهي جديرة بأن تكون ملتقى الحضارات قطبا داعما للتقدم والعلم.
* ختاما
لابدّ من العمل والعمل المستمر لقد اضاع عنا الاستعمار وقتا طويلا والآن علينا ان لا نضيع اي وقت، وعلينا ب «شدّ الصحيح» وعدم التوقف حتى في صورة وجود بعض التعطل وطلب العلم يجب ان لا يتوقف.. وعلينا ان نعلم انه لا وجود لأية صعوبة على الاطلاق وان نتأكد انه عندما يتوفر الفهم الصحيح بإمكاننا ان نصل الى حيث نريد وان ننفع الاجيال القادمة فتلك امانة في اعناقنا.
** محمد الأوسط:
واحد من 6 أشقاء عانقوا النجاح واحرزوا بامتياز شهائد الدكتوراه من كبريات الجامعات في العالم.
الدكتور المهندس محمد الأوسط العياري يشغل عدة مهام من ابرزها:
رئىس قسم الميكانيك في مجمع Ballairospace ب «تولدرن» بولاية كولورادو.
استاذ معتمد بجامعة كولورادو
استاذ شرفي محاضر مدى الحياة بجامعة «ماينتوبا» بكندا
عضو في حوالي 10 تجمعات علمية عالمية في العلوم الفضائية والهندسية الميكانيكية المختصة.
ومحمد الأوسط هو واحد من 6 اشقاء حالفهم الحظ في تحقيق نجاحات علمية باهرة وقف على دعمهم المرحوم عثمان العياري الاستاذ السابق بكلية الشريعة وأصول الدين ووالدتهم «نفيسة» التي تقول: «تربي ابنائي على حبّ العلم ودون اي شيء آخر..».
واخوة محمد الأوسط هم:
محمد علي دكتوراه في الفيزياء
محمد السيد الصحبي دكتوراه في الرياضيات التطبيقية
محمد ارسلان دكتوراه في الطاقة
محمد عياض دكتوراه في الرياضيات
محمد الأكبر دكتوراه في طب الاسنان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.