الإصلاحات ستشمل أيضا جهاز «الجيروسكوب» الذي يثبّت التليسكوب في الفضاء تونس- الأسبوعي: لقد خلق الله الكون منذ حوالي أربعة عشر مليار سنة هذا ما أثبتته كل الدراسات والأبحاث العلمية والفلكية التي تم اجراؤها بواسطة التجهيزات الأرضية أو الفضائية كالأقمار الاصطناعية أو بفضل التيليسكوب «هابل» الذي وضعته الوكالة الأمريكية للفضاء «النازا» في مدار حول الأرض يبلغ ارتفاعه 692 كلم لتصوير واستقراء النجوم والكواكب والمجرّات المتواجدة خارج المنظومة الشمسية والتي تبعد عنا مليارات المليارات من السنوات الضوئية مع العلم أن طول الثانية الضوئية الواحدة يبلغ 300 ألف كلم أما طول الساعة الضوئية فهو 18 مليون كلم وبالتالي فإن اليوم الضوئي يبلغ طوله 432 مليون كلم، أما إذا أردت أن تعرف طول السنة الضوئية الواحدة فما عليك عزيزي القارئ إلا أن تضرب الرقم الأخير في 365 يوما...! رفع التباس لقد خلق الله هذا الكون كما ذكرنا منذ حوالي أربعة عشر مليار سنة وكان ذلك مثلما أيّده العالم البريطاني المعجزة «ستيفان هاوكين» )Stéphan Hawkin(. وهنا وجب رفع اللبس الحاصل في أذهان بعض القراء، إذ هناك فرق زمني كبير بين تاريخ نشأة الكون وتاريخ خلق كرتنا الأرضية التي تواجدت مع تواجد المنظومة الشمسية التي تنتمي إليها، إذ لا يعود خلق منظومتنا الشمسية )systéme solaire( إلا منذ حوالي أربعة مليارات سنة فقط أي أن الفرق بين نشأة الكون ونشأة الأرض هو حوالي عشرة مليارات من السنوات. أما الإنسان فإن لم يتواجد على سطح الأرض إلا منذ حوالي ثلاثة ملايين سنة على أقصى تقدير، والفرق واضح بين مليارات السنوات و3 ملايين سنة يتيمة. ولمزيد التوضيح فإننا إذا ما قلّصنا فترة الأربعة عشر مليار سنة في سنة واحدة فإننا سنكتشف أن الله قد خلق هذا الكون يوم غرة جانفي أما الإنسان فإنه لم يبعث إلى الوجود إلا يوم 31 ديسمبر على الساعة منتصف الليل إلا ربع... ورغم ذلك فإنه ما انفك يقوم بالعديد من الأخطاء الفادحة في شتى المجالات الملوثة للطبيعة وتهديد ديمومتها الشيء الذي قد يؤول إلى إتلاف في وقت وجيز ما تكوّن لفائدته طوال 4 مليارات من السنوات. استقراء الفضاء وإن كان استقراء الفضاء الشغل الشاغل لدى العديد من العلماء والفلاسفة ابتداء بالعلماء العرب الذين كان لهم باع كبير في هذا المجال خصوصا بعد صنع «الأسطرلاب» فإن هذا الشغل الشاغل أصبح بعد «غاليلاي» )Galilé( الذي يصنع أول «نظارات فلكية مرورا بإسحاق نيوتن )Issac Newton( الذي صنع أول تليسكوب في العالم من اهتمامات وكالات الفضاء ومراكز البحوث المنتشرة عبر أرجاء العالم في الوقت الحالي. ومن هذا المنطلق تم إرسال التليسكوب «هابل» إلى الفضاء يوم 25 أفريل ,1990 لكن تبين فيما بعد أنه «أعشى» )Myope( ولا يرى الصور بوضوح إذ كانت جلّها ضبابية وذلك بسبب خطإ بسيط للغاية لا يتجاوز بعض الأجزاء من الألف من المليمتر في تعويجة المرآة العاكسة..! كما تم تخصيص أربع رحلات فضائية لإصلاح التليسكوب المذكور في الفضاء. وأخيرا وأخيرا، هاهي وكالة الفضاء الأمريكية «النازا» تعلن في بلاغ أصدرته أمس الأول «السبت» أنها سترسل المكوك الفضائي «أطنلطس» يوم الاثنين المقبل 11 ماي الجاري إلى الفضاء قصد إجراء العديد من الإصلاحات على التليسكوب «هابل» وتعويض عدة تجهيزات قديمة بأخرى عصرية وحديثة الصنع فضلا عن كونها -على غرار «البطاريات»- التي تختزن الكهرباء من اللوحات الشمسية وتزوّد به كافة تجهيزات التليسكوب المذكور. وإذا ما تذكرنا أن جل التجهيزات التي يتكون منها هابل يبلغ عمرها 29 سنة فإننا نفهم مدى أهمية هذه الرحلة كما سيتم تغيير «الكاميرا» بأخرى من أحدث طراز وبإجراء إصلاح على جهاز «الجيروسكوب» الذي يثبت التليسكوب في الفضاء ويوجهه نحو الاتجاه الصحيح الذي يرغب العلماء في تصويره انطلاقا من الأرض..! أما طاقم الرحلة فيتكون من سبعة رواد وكان من المفروض أن تتم هذه العملية الإصلاحية منذ سنة 2005 لكن كارثة المكوك الفضائي «كولومبيا» الذي انفجر يوم غرة فيفري 2003 الشيء الذي نتج عنه احتراق وهلاك ستة رواد فضاء أمريكيين ورائد فضاء إسرائيلي، تسببت في تأخير هذه المهمة بعد أن تم منع اطلاق المكوكات الفضائية الأمريكية من مغادرة الأرض لعدة أشهر حتى نهاية التحقيق وإجراء الإصلاحات الضرورية على البقية قصد إرسال رواد الفضاء ضمن رحلات «مضمونة العودة»..! ولم يتسبّب توقف المكوكات الفضائية على التحليق في تأخير عملية إصلاح التليسكوب الفضائي «هابل» فقط بل تسبب كذلك في تعطيل إنجاز الروزنامة الخاصة ببناء المحطة المدارية العالمية )STS( والتي عوّضت كماهو معلوم المحطة المدارية «مير» )MIR( التي تم تفجيرها وتدميرها عمدا في الفضاء يوم 23 مارس 2001 أي بعد 5 سنوات من العطاء إذ تم إرسال المحطة المدارية «مير» إلى الفضاء كماهو معلوم يوم 19 فيفري 1986 عندما كان الاتحاد السوفياتي قائم الذات..! خليفة هابل واليوم فإن الجميع يتحدث عن خليفة التليسكوب «هابل»، ومن المحتمل أن ترسل وكالة الفضاء الأوروبية يوم 14 ماي الجاري تيلوسكوبين اثنين إلى الفضاء بواسطة الصاروخ الأوروبي العملاق «أريان 5» قصد مزاحمة «هابل» في مجال اختصاصه، لكن العديد من الخبراء يؤكدون أنه سوف لن يكون بالإمكان مزاحمة «هابل» في أداء مهمّاته إلا مع حلول سنة 2013 وهو الموعد المحدد نظريا لنهاية مهامه من جهة وإلى إرسال تليسكوب من جيل جديد يحمل اسم "YWST" أي «جايمس واب سبايس تيليسكوب» )James WEBB Space Télescope( يبلغ قطره 6,5 أمتار وهو من صنع مشترك بين كل من وكالة الفضاء الأوروبية والنازا والوكالة الكندية للفضاء. ابن الهيثم