كم تمنيت لو كان هذا «المواطن المحترم» حاضرا ليرى بنفسه ما فعلته سيارته التي تركها فوق رصيف شارع باريس بالعاصمة. امرأة متقدمة في السن تقود طفلين على الرصيف الأيسر لشارع باريس. تقف حائرة امام «سيارة أخينا» التي تملأ الرصيف كاملا بالعرض. لم تجد المرأة من حل سوى السير على سكة المترو متشجعة بالكثير من المارة الذين يفعلون ذلك. وفجأة داهمها المترو برنين جرسه، ارتبكت ولم تدر اين تذهب؟ حيث وجدت الرصيف مشغولا بسيارات أخرى فرمت بنفسها والطفلين في الطريق، وهناك داهمتها السيارات وأصوات المنبهات وتملكها الارتباك والتردد بين ان تعود الى سكة المترو او ان تصمّ اذنيها وتغامر بالاستمرار في قطع الطريق. «المواطن المحترم» الذي ترك سيارته تملأ رصيف المارة لم يكن هناك ليرى بنفسه هذا المشهد الذي تسببت فيه انانيته وتجاهله لأبسط قوانين السياقة، اما رافعة البلدية الشهيرة فلا ترى سيارته ولا العدد الكبير من السيارات التي تشغل ارصفة شوارع باريس وقرطاج والحبيب ثامر.