أسدل الستار على مرحلة الذهاب للبطولة الوطنية لكرة القدم التي ستخضع الى راحة مطولة بمناسبة كأس افريقيا. وفي انتظار استئنافها لنشاطها، سنحاول رصد أهم ميزات هذه المرحلة من جميع النواحي. انتظر الجميع في بداية هذا الموسم أن يتغير وجه البطولة حتى تقطع مع الروتين الذي اتسمت به خلال السنوات الفارطة بعد السيطرة المطلقة التي فرضها الترجي الرياضي لكن هذه الآمال تبخرت وعاد زملاء راضي الجعايدي الى عرينهم فيما لم تدم «انتفاضة» مستقبل المرسى والاتحاد المنستيري سوى بضع جولات عادا بعدها الى حجمهما العادي ولعل القاسم المشترك لهذين الفريقين أنهما يفقدان توازنهما كلما واجها أحد الأندية الكبرى. وفي ما قيل حول تراجع الترجي فتلك حقيقة لا يرتقي اليها الشك واذا كان من تفسير لذلك فهو أن هذا الفريق كان مركزا اهتمامه على كأس رابطة الأبطال في البداية ولما أنهى مشواره أصبح تفكيره منصبا على البطولة وهو ما يفسر عودته القوية خلال الجولات الأخيرة. وقد لا نخون الواقع اذا قلنا أنه استفاد كثيرا من المشاكل الداخلية التي يتخبط فيها ملاحقوه التقليديون وخاصة النادي الافريقي والنادي الرياضي الصفاقسي وحتى النجم الساحلي الذي رشحه البعض لازاحة الترجي من عرشه ظهر بوجه لا يتماشى وطموحاته وقد فاجأ الملاحظين بانهزامه ضد الكبار ويعود ذلك أساسا إلى عدم تأقلم اللاعبين المنتدبين وغياب الانسجام في ما بينهم وبعض الخلل من الناحية التكتيكية. البقلاوة تخيب الآمال وشكّل الملعب التونسي والأولمبي الباجي خيبة أمل في هذه المرحلة الأولى من السباق، ففريق باردو رشحه الملاحظون للعب الأدوار الأولى في البطولة على اعتبارات التتويج بالكأس خلال الموسم الفارط سيشكل حافزا معنويا للاعبين لكن حصل ما لم يكن في الحساب وتقهقر الفريق الى المراتب الأخيرة معيدا إلى الأذهان فترة سوداء كان يعتقد الجميع أنها ولت إلى الأبد والسبب هو المشاكل المادية الخانقة التي يعيشها الفريق والتي ألقت بظلالها على مردود اللاعبين وعلاقتهم بالهيئة المديرة. فسيفساء الأولمبي الباجي أما الأولمبي الباجي فإن مشكلته هذا الموسم تختلف عن مشاكله خلال المواسم الفارطة، ذلك أن الهيئة المديرة بدت وكأنها تخلت عن خاصية النادي وهي التكوين مفضلة مقابل ذلك القيام بانتدابات من الأندية الصغرى تبلغ نسبتها 80 من التشكيلة وهو ما يستوجب وقتا كبيرا ليتحقق الانسجام بين أفراد المجموعة. واذا كانت نتائج نادي حمام الأنف والنادي الأولمبي للنقل والنادي البنزرتي منتظرة فإن ما حدث للنجم الرياضي الخلادي كان مخيبا للآمال وفي اعتقادنا كان بامكان هذا الفريق تحقيق نتائج أفضل لو تمسك الفريق بخاصيته المتمثلة في التعويل على أبناء الجمعية وهو ما شكل نقطة قوتة خلال السنوات الفارطة فحالة هذا الفريق هذا الموسم تضاهي من أراد تقليد مشية غيره فأضاع مشيته أو الذي يصر على ارتداء لباس لا يتناسب مع ما تعود عليه.