في لقاء خاطف مع «الشروق» تحدثت السيدة سهام دللو، وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية في سوريا، عن مشاركتها في المؤتمر العربي الثالث رفيع المستوى لحقوق الطفولة الذي يعقد في تونس بمشاركة وفود من مختلف الأقطار العربية. واستعرضت بعض ملامح التجربة السورية في مجال رعاية الطفولة وخاصة منذ التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل سنة 1993 حيث تم تشكيل لجنة عليا للطفولة يرأسها رئيس مجلس الوزراء وعضوية الوزراء المعنيين والجهات المتخصصة المعنية. وقالت انهم حاليا بصدد مراجعة أوضاع الطفولة في سوريا، من خلال تحليل الوضع الراهن لهذا القطاع للوقوف على ما يعانيه من صعوبات ومشاكل من أجل التوصل إلى الخطط الوطنية التي ستوضع من الآن وحتى عام 2015 لمقابلة الأهداف الوطنية والأهداف التي أقرت في الجلسة الخاصة للأمم المتحدة حول الطفولة. وقالت أنه سيعقد مؤتمر وطني في الشهر المقبل لمناقشة أهم المحاور التربوية والصحية والبيئية في مجال حماية الأطفال من الأذى والعنف، مضيفة أن ذلك يتم انطلاقا من دراسات ميدانية سيتم عرضها وصولا الى اعداد ورقة عمل لوضع الخطة المستقبلية لتحسين وضع الأطفال في سوريا. وقالت في ردها على سؤال حول مدى التفاعل مع مشروع الخطة العربية، قالت الوزيرة السورية، إن دراسة المسوّدة الأولى لخطة العمل العربية مكّنت من الوقوف على الكثير من نقاط التشابه والتداخل بين احتياجات الطفولة العربية عموما والسورية خصوصا. ولاحظت أن أوضاع الأطفال العرب متشابهة عموما وإن كانت هناك بعض الخصوصية القطرية في كل بلد، فوضع الأطفال واحتياجاتهم، هي واحدة في البلدان العربية عموما، وأشارت في هذا المجال الى امكانية تطويع مشروع الخطة العربية باعادة صياغة الأولويات، طبقا لحاجة كل بلد، بما يمكن من تحقيق الخطة الوطنية والخطة العربية التي تعدّ هي أيضا تحقيقا لأحد أهداف الخطة العالمية التي أقرت في أجهزة الأممالمتحدة. وفي تعليقها عن مشاركة اليافعين في هذا المؤتمر تقول السيدة سهام دللو، إنهم تعودوا ومنذ سنوات ألا يجتمعوا في سوريا، دون مشاركة الأطفال فهم الذين بامكانهم أن يعبروا عن احتياجاتهم وقد اعتدنا في السابق أن يصنع الكبار عالم الصغار، لكن الآن لا بد من تشريك الأطفال، كما يحدث في الإعداد للمؤتمر الوطني حول الطفولة أو الخطة الوطنية من خلال عقد جلسات مطولة معهم. وقالت إنه تمت الاستفادة الفعلية من آرائهم ومن اقتراحاتهم انطلاقا من أنهم قد يواجهوا اشكالات لا يعيها الكبار بالضرورة... وتحدثت الوزيرة السورية أيضا عن مشروع تشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لاعادة استيعاب الفتيات المتسربات من التعليم في سوريا، فقالت انه مشروع يتم بالتعاون مع اليونيسيف، انطلاقا من بعض الدراسات الميدانية التي أكدت وجود أعداد هامة من البنات في سن الدراسة الابتدائية، لم يلتحقوا بالمدرسة أو تسربوا منها لعدة أسباب، وأشارت إلى أنه بالتعاون مع وزارة التربية تم احداث صفوف مكثفة لتمكين الفتيات من استكمال المرحلة الابتدائية على الأقل. وقالت أن نسبة الأمية في سوريا لا تتجاوز 8 بالمائة بالنسبة للذكور و25 بالمائة بالنسبة للإناث، وهؤلاء أعمارهم متقدمة. أما بالنسبة للفتيات المتسربات من التعليم فأعمارهن ليست مرتفعة، ويقدر عددهن بحوالي 6 آلاف من أصل مليوني طالب وطالبة، والعدد كما تقول السيدة سهام دللو ليس كبيرا، ولكن هناك حرص على إنهاء هذه الظاهرة تماما، من خلال معالجة أسبابها والتي عادة ما ترتبط ببعض المعتقدات التقليدية، ولاحظت إن إقبال الأهل وتفهمهم للمشروع، يشجع على المواصلة والإستمرار. وقالت إنه منذ سنتين، عندما بدأ تطبيق هذا المشروع، أي تكثيف سنوات التعلم بالمرحلة الابتدائية من 5 سنوات إلى 3 سنوات بحيث يمكن حصول هؤلاء الفتيات على الشهادة الابتدائية بعد 3 سنوات فقط، أمكن للعديد من الفتيات الاقبال على الدراسة والحصول على هذه الشهادة اضافة الى أن وزارة التربية تتوخى سياسة قد تفرض معها عقوبات على الأهل اذا ما منعوا بناتهم من الالتحاق بالمدرسة. ومن ناحية أخرى، وصفت الوزيرة السورية أوضاع المرأة في سوريا، بأنها منصفة لها، وأنها تقوم بعملها العام بصفة جدية وعلمية، بالاضافة الى مهمتها الأساسية وهي تربية النشء والعناية بالأسرة.