أعلن وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام يوم الأحد الماضي في العاصمة المصرية القاهرة، خلال الاجتماع الوزاري العربي المتعلق بسورية، عن استعداد تونس لاستضافة مؤتمر دولي حول سوريا في 24 من الشهر الجاري . هذا و أعربت العديد من الدول و القوى الإقليمية و الدولية عن ترحيبها بهذا المؤتمر و نية المشاركة فيه فيما هاجمه حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي ذي التوجهات القومية. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال منذ أيام إن بلاده تتشاور مع شركائها الأوروبيين والعرب بهدف تشكيل "مجموعة أصدقاء للشعب السوري" يكون هدفها تأمين دعم المجتمع الدولي لتنفيذ مبادرة جامعة الدول العربية. وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أن واشنطن تواصل العمل لعقد مؤتمر تحت اسم أصدقاء سوريا ديمقراطية،و أن هدف البلدان المشاركة هو دعم الخطة التي وضعتها الجامعة العربية والتي تتحدث بشكل واضح عن مرحلة انتقالية ديمقراطية في سوريا. كما أعلنت تركيا على لسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو يوم الجمعة الفارط، تأييد بلاده إنشاء مجموعة "أصدقاء سورية"، داعيا إلى العمل لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري المحاصر. كما أعلنت المغرب مشاركتها في المؤتمر الدولي لأصدقاء سورية على لسان وزير خارجيتها سعد الدين العثماني الذي قال إن المغرب يعتبر نفسه معنيا بجميع القرارات الصادرة عن الجامعة العربية وسيشارك من هذا المنطلق في المؤتمر المقبل في تونس. ويرى العديد من المهتمين بالشأن السوري أن " مؤتمر " أصدقاء الشعب السوري" سيشكل ضغطا على روسيا والصين اللتين تستمران في الدفاع عن النظام كما يشكل ضغطا على النظام السوري نفسه بحيث ستظهر الكفة راجحة دوليا إلى جانب الشعب السوري خصوصا إذا شاركت الدول ال13 الأعضاء في مجلس الأمن في المؤتمر أيضا". كما يعتبرونه محاولة جديرة بالاهتمام في ظل التفتيش والبحث عن كل السبل الآيلة إلى وقف العنف في سوريا". في المقابل وصف حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي، في بيان أصدره أمس الاثنين، مؤتمر"أصدقاء سوريا" المقرر عقده في 24 الشهر الجاري في تونس ب"المؤامرة"، داعيا الحكومة التونسية إلى الاهتمام بالأوضاع الداخلية للبلاد. و أوضح الحزب أن الدعوة لعقد مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس هي دعوة لتدويل الوضع في سوريا انطلاقا من تونس، ويستهدف وجود الدولة السورية ودورها باعتبارها حاضنة للمقاومة والممانعة العربية، وهي أيضاً انخراط مفضوح في المشروع "الصهيو-أميركي" في المنطقة على حد تعبير البيان. وتشهد عدة مدن سورية منذ نحو 11 شهر تظاهرات مناهضة للنظام، أدت إلى سقوط قتلى من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأممالمتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 5000 شخصا، فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 2000 شخص، وتُحمل "جماعات مسلحة" مسؤولية ذلك.