ما ان اطمأنت الإدارة الامريكية وأمنت الجانب العربي اثر احتلال دولة عربية حتى برز النغص من جديد ومن داخل امريكا نفسها... واكتشفوا ان الذئب ينام في الزريبة. جمعيات ومنظمات وشخصيات سياسية وأموال طائلة بدأت ترسم خطة قطع طريق البيت الابيض على الرئىس الحالي بوش الابن... بدأت بعد الاعلانات والشعارات تحت عنوان «انقاذ امريكا».. من التوجه العدائي الذي اختارته هذه الإدارة... قد ينجحون وقد لا ينجحون، هذه هي لعبة الديمقراطية... لكن الضربة القاسية جاءت من وزير المالية السابق في إدارة بوش وهو الوزير أونيل الذي نشر كتابا سيشكل دون شك كابوسا في الحملة الرئاسية وهي حملة ستكون مبنية على نجاح بوش في احتلال دولتين (افغانستان والعراق) بحجة مكافحة الارهاب وتغيير نظامين كانا يشكلان خطرا قاتلا لأمريكا.. والمشكلة هي ان الوزير السابق ركز على العمود الفقري لهذه الحملة عندما فنّد كل الادعاءات او «الأدلة» التي كانت مقدمة لغزو العراق... الرجل من آل البيت وهو «شاهد من أهلها» ولن يتهمه احد بأنه متحامل او حاسد او حاقد او يصطاد في الماء العكر... كثيرة هي المصادر التي احبطت دواعي الحرب ولكن اونيل هو حبّة الفراولو فوق الطرطة.. يتساءل بعضهم كيف ان الإدارة المصابة بعمى الألوان اجبرت الشعب الأمريكي على ان يعدّل مزاجه وحياته على الألوان... لون احمر : خطر ارهابي وشيك... لون برتقالي: خطر ارهابي محتمل... ضوء ازرق: هدوء والحذر واجب... وزادت هذه الإدارة فصار ركاب الطائرات ايضا يصنّفون بالألوان الموضوعة على تذاكرهم... اخضر: يخضع لتفتيش عادي... برتقالي: يخضع لتفتيش شديد جدا... احمر ما ثماش بلاصة.. انه وضع معقد تدخل في تحليله حتى علماء النفس في امريكا مدعمين الخائفين على امريكا ليس من الارهاب وإنما من نفسها ومن بعض المنظرين في إدارتها... أولئك الذين يضيفون كل يوم دولا اخرى في قائمة العداء... ويوجهون اليها فوهات مدافعهم... هل تذكرون «السنوات المجنونة» التي سبقت الحرب العالمية... كان سكان الارض يحلمون بما ستحققه العلوم والكهرباء من آمال فإذا بها الحرب تندلع لتأكل الأخضر واليابس... كذلك الشأن قبل حلول الألفية الثالثة... كانت الانسانية تحلم بالقضاء على الجوع نهائيا وبهزم الأمراض القاتلة وبإدخال الرفاه الى كل بيت... فأفقنا على قرع طبول الحرب وصدام الحضارات والحرب الاستباقية والارهاب والهلع الشامل...