عن أي خراب جاءت غربانك تنبئني عن أي دمار والارض شموسها مطفأة ونبيذ العشاق مرار من أي سواد جئت تحذرني من أي حداد والقلب مهيض العينين والنجم المغلول دليلي والارض أسيرة شرنقة دمها المسبّي مداد كانت عيناك لي لغة وجبينك لوحي المحفوظ ويداك شراعان وفمك... ما أعجز لغتي عن وصف أهازيج الغجر في ليلة حب يغسل فيها الطلّ رموش القمر ما أعجز فرشاتي عن رسم الكوثر منسكبا ما بين شفاهي وأنّاتي عن أي حريق جاءت نيرانك تخبرني والجمر يفرّخ في شفتي ودمائي غبار عن أي دمار من سنة وأنا أراود عنك الحاسوب وأطارد كل القطط كي ترضى الفأرة عني من سنة وأنا أبحث عن لغة تؤويك وأحاول عبثا أن أرسم وجهك بالفرشاة الرقمية وأعيد تفاصيل الخدّين وبريق العينين وحريق الشفتين من سنة وأنا تائهة في البحث عن اللغة الاخرى لا موقع إلاّي الآن ولا لغة تكتبك سواي من سنة وأنا أقلّم أشرعة النورس وأجزّ جناحيه أطعمه من شفتي وأعلّمه أن الارض قرار وأنا البحر ضياع والريح معادية والرحلة تيه ودمار من سنة وأنا أصنع فوق هضاب الغيم له عشّا وأرصّعه بفتات الانجم وبحبات الاقمار وأسمّي الاشجار جنودا والامطار عبيدا وجبيني له وطن ومزار من سنة وأنا أمدّ على طول الغيم شراكي وأحيك من أهداب الليل شباكي أصنع من ضلعي له قفصا وأهيئ نهديّ له حرسا ضمّيني أيا لغتي وأديري الوجه لجلاّسي دقي أجراسك وانتفضي ما بين العظم وإحساسي وأديري ظهر الكلمات لحرّاسي ودعيهم يحصون القتلى ويعدّون النعش لانفاسي هزّيني أيا لغتي زفّي أحزانك كاملة واستلّي سيوفك من شفتي فالارض شموسها مطفأة ونبيذ العشاق مرار لا كوكب إلاّيَ الآنْ ولا نجم يهدي خطايَ سوايْ لا لوح سوى صدري ولا حبر سوى أسود عينيّ ويدايَ دليلايْ وجهي مرآتي صوتي أغنيتي وصدايْ لا كوكب إلاّيْ عن أي بلاد جاءت غربانك تنبئني وأنا وطني كراسي ودواتي سبيلي وقصائدي منفايْ