أمي طالما حيّرتني كانت تصاب بمرض من حين لآخر وتعاودها الآلام، كنت أسألها ما سبب أوجاعك؟ كانت تجيبني والآلام تعتصرها «كلّي». كنت أعتقد انها غير قادرة بحكم تقدمها في السن ربما على تحديد سبب المرض... ولكن في الواقع «كلّي» هذه يؤكد الطب انها مرض منتشر جدا وغير معروف حتى من طرف الأطباء غير المختصين، فما هي أعراضه؟ وما هي وصفاته العلاجية؟ في الواقع «كلّي» هي اختصار لعبارة كل شيء يوجع والمرض يعبّر عنه بالفرنسية (Totalgie) مرض يقول عنه الاخصائي في أمراض المفاصل الدكتور حاتم السنوسي «في غالب الاحيان يمسّ النساء والآلام المزمنة هذه غالبا ما تطال الجهاز الحركي (الساقين والظهر) وفي غالب الأحيان تكون الآلام قريبة للاكتاف والحزام آلام قديمة متوزغة في أمكنة مختلفة لا تجدي معها لا مسكنات ولا مضادات الالتهابات. إن 90 من المرضى الذين يدخلون المستوصف (في العشرية الأخيرة) من النساء عندما يسألهن الطبيب عن موضع الألم يلخص الامر بكلمة «كلّي» (كل شيء) وإجابة كهذه تجعل الطبيب يقضي قرابة ساعتين مع المريض الواحد من أجل تشخيصه. أعراض أهمها الحالة النفسية ويأتي الدكتور مفسرا مكامن المرض عارضا بالشرح أهم عوارضه «هو عبارة عن آلام قديمة منتشرة وموزّعة ومن جملة 18 نقطة تثير الوجع وجب على الاقل ايجاد 11 نقطة منها (في أسفل الرأس، في أسفل الرقبة، على مستوى العضلة التي تربط بين الرقبة والكتف، وفي الحقيقة فان هذا المرض لا يوجد فيه أي عارض يؤكده الا باستبعاد بعض الامراض الاخرى التي تبدو اعراضها موضوعية، حقيقة أخرى يجب ان نتبينها ان الاعراض غالبا ما تصاحبها شخصية نفسانية مرهقة لأناس لهم قابلية للاحباط وآخرين يتريهم هوس وخوف من وقوع مكروه ما ومثل هذه الحالات النفسية مهيأة أكثر من غيرها للاصابة بالمرض، الاكثر من ذلك انه تتولد علاقة سببية بين الآلام والعنصر النفسي والعاطفي مثال ذلك ان احدنا اصابته آلام مزمنة في المفاصل يتوتر ويركبه القلق والحزن واذا ما تجاوز هذه الفترة قد يحدث العكس فأي توتر نفسي يسبب ما قد يدفعه للشعور بالآلام على مستوى المفاصل». هكذا يصبح مرض «كل شيء» نتيجة بعد ان كان سببا، توجد 3 عناصر تفسر الاعراض هي الألم والمزاج والنوم اذ توجد شبكة بالمخ تتحكم في مثل هذه العناصر الثلاثة تستعمل نفس الوسيط الكيميائي وفي غالب الأحيان اذا ما مس أي احد منها اضطراب ما فسيتعدى ذلك الى بقية العناصر. علاج ان الاصابة بهذا المرض تسهم في تقلّص العضلات وهو ما يسبب الألم ويقتصر العلاج على خطوات مدروسة يقول د.ح.س: ان ما تجدر الاشارة اليه ان مسكنات الآلام ومضادات الالتهابات ليس لها أي مفعول على هذا المرض... يجب ان يمر علاجنا ب3 مراحل، أولها مرحلة العلاج الطبيعي عن طريق الحرارة والترددات الصوتية وبالرياضة. ثانيها علاج بالاسترخاء وذلك للتقليل من ردّة فعل الضغط (الستراس) ومن التقلص العضلي وبالتحسين في النوم. ثالثا: العلاج بالادوية وهي أدوية لها تأثير حالة المخ تساعد على تحسين حالة المريض». يذكر ان هذا المرض لا يصيب الصغار ويصيب العنصر النسائي خاصة بعد فترة انقطاع العادة الشهرية.