نظمت عشية الجمعة (أول أمس) الجبهة التقدمية ببنزرت تظاهرة ثقافية وسياسية شارك في تأثيث فقراتها أربعة أحزاب ممثلة في أمنائها العامين وناطقيها الرسميين وهم شكري بلعيد وحمة الهمامي وعبد الرزاق الهمامي إضافة الى أحمد إبراهيم. وفي مستهل هذا اللقاء توقف « رضا الشتوي ممثل عن الجبهة التقدمية بالجهة عند محطات من الكفاح التي عاشت على وقعها مدينة الجلاء وكان من أبرزها معركة بنزرت التي مثلت إحدى المراحل الهامة في تاريخ الحركة الوطنية وما جنته الجهة إبان حوادث 1962 من جهل لمصير عدد من المفقودين الى حد الساعة مقدما بالمناسبة بسطة عن أعلام الجهة الذين مازال التاريخ يذكرهم على غرار العلامة «الشيخ إدريس» و«خميس ترنان» .... أغلب ممثلي الأحزاب شدّدوا في تدخلاتهم على أهمية خطوة انتخابا ت المجلس الوطني التأسيسي كفيصل هام في تحقيق أهداف الشعب التونسي الذي ثار لأجلها وتكتل القوى بعيدا عن افتعال التناقض المستند الى ماهية الهوية أو منطق التخوين . وفي هذا الصدد أشار السيد شكري بلعيد إلى الخيارات المطروحة اليوم والموزعة أساسا بين تواصل المسار الثوري لتحقيق أهداف الحرية والكرامة أو اتجاه الردة والنكوص وذلك رغم تحقيق أولى الخطوات ومن أبرزها طرد الدكتاتور وحل اغلب الهياكل الصورية ولاسيما فرض المجلس التأسيسي الذي عليه ان يعبر عن إرادة الشعب و أن يجيب الدستور الجديد عن أربعة أسئلة محددة بصفة نهائية بخصوص الهوية والتصدي للرجعية المتسترة وإرساء منظومة ديمقراطية مدنية. ... هذا الموعد الذي واكبه عدد مقبول من أنصار الأحزاب ومنخرطيها والبعض من المنضوين تحت بعض الحركات الأخرى بفضاء ملعب أحمد البصيري ببنزرت رافقت بعض فقراته نداءات بإسقاط النظام القائم والهتاف بالحرية والكرامة . وقد ذهب الناطق الرسمي لحزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي في هذا الصدد الى ضرورة إنهاء مشوار الدكتاتورية بصفة نهائية واصفا في الأثناء أن ما يجسد الرجعية حكومة الباجي قائد السبسي التي هي على حد قوله أخطر من حكومة الغنوشي التي كانت في حالة من الضعف ... وأن الحكومة الحالية تمثل دولة البوليس من جديد عبر ضروب النضالات والاعتصامات وإغماض العيون على الاعتداءات وما تبقى من مافيا وعصابات بن علي . إضافة الى أن عديد الملفات والمسائل ما يزال يكتنفها الغموض ومنها التظاهر بالاستجابة لمطالب الشعب على غرار حل «التجمع» الذي تفرع لما يناهز 30 حزبا جديدا وجهل ما في قائمة المناشدين و عدم تفعيل العفو التشريعي العام وإعادة الاعتبار الى الجهات من التنمية بعد سنوات من التهميش . .... الجبهة ..... و«ديقاج» لأحمد إبراهيم وقد تمسك حمة الهمامي على أن تتكيف الجبهة اليوم مع المتطلبات الحالية في مواصلة الثورة الى حد تحقيق أهدافها ولاسيما بسد الباب أمام محاولات القوى الرجعية إصلاح نظام بن علي على اعتبار أن الشعب وحده اسقط بن علي و أمام عدم التدخل قبيل تاريخ 14 جانفي إزاء حوادث كمسالة الحوض المنجمي مثلا ... وقد تزامنت كلمة احمد إبراهيم الأمين العام لحركة التجديد مع تلويح البعض من الحضور له ب «ديقاج» على اعتبار ان هذه الحركة والحزب الديمقراطي التقدمي قد باعا دماء الشهداء كما جاء ذلك في الهتافات .... هذا فيما توقف عبد الرزا ق الهمامي عن حزب العمل الوطني الديمقراطي عند أوجه من معاناة معتمديات الجهة على غرار بازينة وجومين وطريفات وسجنان ... وما قدمته من شهداء منهم الشهيد حمادي زالوز عام 1978 .....