بقلم الاستاذ نبيل المناعي قال الله تعالى: «من شهد منكم الشهر فليصمه» وقال «كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم». صيام رمضان هو حكم شرعي وجاء في صيغة الأمر على سبيل الالزام وقرائن هذا الالزام متعددة سواء في القرآن أو الحديث لذلك كان صيام شهر رمضان فرض على كل مسلم ومسلمة وثبوت هذا الحكم ووجوب القيام به آت من نصوص شرعية وليس من اثباتات عقلية ويجانب الصواب كل الذين أطلقوا العنان لأنفسهم بأن يعللوا هذا الحكم بفائدته الصحية أو المالية او المعنوية... فالامتناع عن الأكل والشرب كامل النهار يتنافى مع طبيعة الانسان ولا يمكن ان تكون فيه منافع صحية للانسان. جاء في الحديث القدسي: كل عمل ابني آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به والمعنى هنا واضح، بأن النظم التي جاء بها رسول الله عليه الصلاة والسلام جاءت رحمة للبشرية وتحقق لهم السعادة الدنيوية فيعيش الانسان بحسبها عيشا كريما ويرقى المجتمع الذي ينتظم بأحكام الاسلام. نعم جاء الاسلام بأحكام يلتزم الانسان بها في اشباعاته لأن الانسان يقوم بأفعاله بدوافع غريزية أو عضوية فلا يوجد عمل لايقابله حاجة والمسلم يشبع حاجاته وفق نظام الاسلام فيحصل عنده العيش الكريم الهانئ ويأخذ أجرا من الله. هذا ينطبق على كل الأوامر والنواهي التي جاء بها الاسلام الا الصيام فلا يوجد دافع للقيام به لا غريزي ولا عضوي فضلا عن أنه امتناع عن اشباع حاجات عضوية من أكل وشرب وغريزية «جنس» ومن يرى أن الصوم يعود لغريزة التدين في الانسان فهو مخطئ لأن اشباع التدين عند الانسان يكون بقيامه بأفعال وأقول على شكل معيّن من صلاة وتلاوة القرآن وحج...