يرجح العلماء والباحثون في مجالي التراث والتاريخ والحضارة العربية الاسلامية ان جامع «القصبة» هو من أقدم المعالم... على اعتباره أولى المساجد التي شيدت في بنزرت بعد دخول الاسلام وقد استندوا الى عدد من المؤشرات منها موقعه وطبيعة التدخلات الفنية في انجاز اركانه وعناصره المعمارية. وقد جاء في كتاب «بنزرت تاريخ وذاكرة» الصادر عام 2002 بالصفحة 62 حول المساجد الواقعة بالمدينة العتيقة بأنه ما يُؤيّد هذا الافتراض وجود الجامع بجوار سيدي الحني البيزنطي الذي حولته الجيوش الاسلامية الى رباط واستعمال عناصر معمارية قديمة... ومن ناحية أخرى فإن بيت الصلاة من الطراز المعمد (المرتكز سقفه على الأعمدة) ومئذنة المربعة الشكل من الطراز المغاربي. وتتفق مجمل الدراسات على أن هذا الجامع هو من أجمل المعالم المنتصبة وسط مدينة بنزرت العتيقة وعن طبيعة بناءه الفني فإن الباحث «عثمان الكعاك» قد ارجع تأسيسه الى العهد الاغلبي ليكون مع قلعته معدا للصلاة وخزن السلاح. ومنطلق الغزوات البحرية... وقد جاء في دراسة «مساجد بنزرت عمارة ووظيفة» للاستاذ الباحث «محمد الصالح الوسلاتي» انه اذا ما عدنا الى المسيرة التاريخية نرى أن الاغالبة قد اهتموا ببنزرت كثغر هام ومنطلق للفتوحات، وكذلك حبذها الاتراك كقاعدة في الصراع ولنشاط القرصنة وحيث يعتبر المختصون في الآثار الاسلامية ان التناسق بين المساجد في هذه الربوع اوضح من أي اقليم اسلامي آخر...