تزخر بنزرت بمجموعة هامة ومتميزة من المعالم منها الأبراج والبوابات والقناطر والحمامات والأسواق إضافة إلى عدد وافر من الجوامع والمساجد. وفي أحد المراجع يؤكد الباحث في علوم التاريخ الأستاذ:«محمد الصالح الوسلاتي» أن الحديث عن مساجد بنزرت يجرنا حتما إلى عرض فكرة مختصرة عن المساجد الإسلامية عامة فهي أجمل ما يشاهد في المدن والقرى الإسلامية... طراز فريد!.. وبخصوص الفنيات التي بنيت عليها مساجد هذه الجهة أوضح المتحدث أن أغلبها كان على «الطراز المغربى» واقتبست من «جامع عقبة» أبي المساجد بالجناح الغربي. ويعتبر المختصون في الأثار الإسلامية أن التناسق بين المساجد في هذه الربوع أوضح من أي إقليم اسلامي أخر ومن سماته: اتساع بيت الصلاة كثرة الأعمدة الرخامية... استعمال أقواس نصف دائرية أو حدوة الحصان التفنن في هيئات المحاريب وعمقها الاهتمام بزينة الجدران والمآذن الشبيهة بالصوامع والأبراج إضافة إلى قوة المسجد لاعتباره ملجأ أيام الشدائد... وفي نظرة إلى بدايات «الفتح الإسلامى» على افريقية تشير أغلب البحوث أن الأغالبة اهتموا ببنزرت كثغر هام ومنطلق للفتوحات كذلك حبذها الأتراك كقاعدة في الصراع مع الاسبان ولنشاط القرصنة... جامع القصيبة!.. وجاء في كتاب: «بنزرت تاريخ وذاكرة» أن «جامع القصيبة على الأرجح أول مسجد شيد في بنزرت بعد دخولها الإسلام حيث يؤيد هذا الافتراض وجود الجامع بجوار برج «سيدي الحني البيزنطي» الذي حولته الجيوش الاسلامية الى رباط واستعمال عناصر معمارية قديمة مجلوبة من الأثار الوثنية الموجودة في ضواحي المدينة. ومن ناحية أخرى فإن بيت الصلاة من الطراز المعمد المرتكز سقفه على الأعمدة ومئذنته مربعة الشكل من الطراز المغاربي.. وبعد ذلك بقليل شيد جامع القصبة... ثم وإلى جانب جوامع الخطبة المذكورة يجتمع المسلمون لأداء صلاة الجمعة أو الاحتفال بالأعياد الدينية الهامة التي يؤمها أهل المدينة في أي وقت من اليوم لأداء الصلوات الخمس... الجامع الكبير... معهد مرموق يؤكد الباحث:«محمد صالح الوسلاتي» أن مساجد بنزرت عبر التاريخ قامت بجميع الوظائف التي أدتها المساجد الإسلامية... الداعية للنظافة والعمل الخيري والعلم والمعرفة وكان «الجامع الكبير» معهدا مرموقا درس فيه علماء مشهورون. وإثر الإصلاحات التي أقرها العلامة محمد الطاهر بن عاشور» في أعقاب الحرب العالمية الثانية انتقل الفرع الزيتوني من «الجامع الكبير» إلى «جامع الربع» سنة 1370 ه/1951م بعد تبليطه بالخشب للغرض ومن مدرسيه اللامعين المقرئ: الطاهر الخماسي والشاعر البليغ حسن قارة بيبان... ومن ثمة تقوم مساجد بنزرت على عراقة المعمار العربي الاسلامي وتنوع في الثراء الحضاري الذي شهدته مختلف أنحاء المدينة منذ أولى الفتوحات...