عديدة هي الأسماء التي افتقدناها في الأعمال الدرامية في شهر رمضان هذا العام وهي أسماء كانت الى وقت غير بعيد تمثل حجر الزاوية في هذه الأعمال وأخرى اختفت لسبب أو لآخر. لكن ما يمكن ملاحظته في هذا الشأن أن «افتقاد» مثل هذه الأسماء يعود بدرجة أولى الى الوضع الاستثنائي الذي تعيش على وقعه بلادنا منذ اندلاع ثورة 14 جانفي ومثل هذا الوضع غيّر خارطة الانتاج الدرامي الرمضاني حيث تمّ تأجيل الانتاجات الدرامية المتعددة لتحل محلها «سيتكومات».. قد تكون لملء الفراغ الى حدّ كبير.. نسوق هذه الملاحظة باحتراز في انتظار استكمال متابعة كل الأعمال على مختلف القنوات. ولئن وجدت أسماء ضالّتها في القنوات الخاصة على غرار المنصف الأزعر وهشام رستم ودليلة مفتاحي من خلال «نجوم الليل 3» أو سفيان الشعري ويونس الفارحي وكوثر الباردي ومنى نور الدين في «نسيبتي العزيزة 2».. فإن أسماء كنعيمة الجاني وفيصل بالزين وصالح الجدي وسلوى محمد ولطيفة القفصي وآمال البكوش وأسماء بن عثمان وقابيل السياري وأنور العياشي وفاتحة المهدوي وعلي بنور وآمال علوان ونادرة لملوم وغيرها من الأسماء التي افتقدناها في الانتاجات الدرامية في رمضان هذا العام. وثمة صنف آخر من الممثلين الذين لفهم النسيان فاختفوا عن المشهد الدرامي التلفزي بدرجة أولى ونجد في مقدمة هؤلاء: محمد السياري الذي مثل مسلسل «المتحدي» محطة هامة في مسيرته مع الدراما المصورة وهو الممثل والمخرج الاذاعي الذي يتوفر على حرفية عالية. ومن الأسماء أيضا التي اختفت بشكل شبه نهائي نذكر عبد اللطيف بوعلاق وحسين المحنوش وعبد القادر مقداد وآمال علوان وفاطمة الحسناوي وعبد المجيد الأكحل وأحمد السنوسي ومليكة الهاشمي.. ولفّ النسيان أيضا هيلان كاتزراس وعبد العزيز المحرزي وسنية المدّب ورملة العياري ولو أن هذه الأخيرة ظهرت منذ سنة في مسلسل رمضاني بعد سنوات من الغياب إثر مشاركتها في «الخطاب على الباب» بجزأيه الأول واثاني. وفي المقابل هناك أسماء عادت الى الواجهة من جديد بعد غياب قد تكون طبيعة الأعمال الدرامية المنتجة على امتداد فترة غيابهم من الأسباب الرئيسية لمثل هذا الأمر.. ونجد في مقدمة هؤلاء نور الدين بن عياد ثم نزيهة يوسف فأنيسة لطفي ويمكن أن تنطبق هذه العودة على درصاف مملوك لكن ما يلفت الانتباه أن عودة نزيهة يوسف الى الدراما هذا العام كانت من خلال «نجوم الليل 3» على قناة «حنبعل» في انتظار استعادة مكانتها على «الوطنية الأولى» شأنها في ذلك شأن أنيسة لطفي. الى رمضان 2012 هو شهر استثنائي على مستوى الانتاج الدرامي وفي الاعتقاد أن رمضان 2012 سيكون له طابع خاص ونكهة درامية متميزة إنتاجا ومضمونا وممثلين.. ولا غرابة أن يتم الآن الانطلاق بجد وجدية في الاعداد لمحطات درامية جديدة في رؤاها وأهدافها تقطع مع السائد من الانتاجات وتفتح صفحة جديدة مع المتلقي التونسي.. هذا ما نتمناه.