الحضور الجماهيري المتواضع نسبيا، لم يحجب الرؤية عن أهمية تظاهرة «تونس الشاعرة» التي قدمت في إطار الأيام الثقافية بصفاقس والتي غاب عنها شعراء الجهة المبرمجين في التظاهرة والذين نشرت أسماؤهم في الإستضافات وغيرها.. «تونس الشاعرة»، جولة شعرية عربية انطلقت من سيدي بوزيد، ثم القصرين، فنابل وحطت الرحال ليلة أول أمس الإربعاء 3 أوت بالمسرح البلدي بصفاقس الذي تهيأت خشبته لاستقبال العديد من الشعراء العرب من أبرزهم الشاعر الفلسطيني الأردني زهير أبو شايب واليمني مجيب عبد الرحمان هراش والعراقي يحيى البطاط والسوري جولان حاجي والقاص المغربي أنيس الرافعي والجزائري بوزيد حرز الله. ومن أبرز شعراء تونس الذين شاركوا في سهرة صفاقس الصغير أولاد أحمد وحسين القهواجي وآسيا بن سالم، محمد صدود، شاهين السافي، منية بوليلة وغيرهم في حين تغيب الشعراء نور الدين بوجلبان وعبد الجبار العش وأمين دمق وجمال الصليعي وهم الذين وردت أسماؤهم في الإستضافات.. ورغم غياب هذه الأسماء البارزة، ورغم الحضور الجماهيري المتواضع، حققت سهرة تونس الشاعرة نجاحا إبداعيا بارزا، وهو النجاح الذي يعزى بالأساس إلى الشعراء الذين أثثوا السهرة والذين قدموا باقة شعرية متنوعة سافرت بالحضور إلى عالم جديد في سهرة رمضانية تجملت فيها القافية وتزينت ورحلت الكلمات بسمار صفاقس إلى ميادين التحرير وساحات الشهداء والشعراء الجانب التنظيمي هو الآخر كان على غاية من الأهمية، فمع الاستعانة بالأضواء والحرص على تقديم كل شاعر «بجينيريك موسيقي متلفز» وبتعليقات شعرية رشيقة للشاعرة سلوى بن رحومة، كانت المعزوفات الموسيقية حاضرة من خلال العازف مهدي شقرون الذي عانقت أنامله الروعة خاصة عند مرافقته للمطربة لبنى نعمان في أول إطلالة جماهيرية لها. أغلب الحضور في سهرة «تونس الشاعرة» بصفاقس والتي تستكمل رحلتها اليوم السبت بالعاصمة، تساءلوا عن أسباب غياب الشعراء نور الدين بوجلبان , عبد الجبار العش وأمين دمق وجمال الصليعي وهم الذين وردت أسماؤهم في الإستضافات بل إن الشاعر نور الدين بوجلبان ذكر خلال السهرة على أساس انه حاضر لكنه لم يكن داخل المسرح البلدي بصفاقس اصلا. ولفهم أسباب الغياب، اتصلت «الشروق» بالشاعرين عبد الجبار العش ونور الدين بوجلبان، فلئن اكتفي صاحب «محاكمة كلب» بالقول انه رفض المشاركة بسبب التلاعب والاستخفاف بالمبدعين بصفاقس، فإن الشاعر نور الدين بوجلبان برّر غيابه بالاحتجاج على سوء التنظيم وعلى محاولة اعتبار التظاهرة ملكا شخصيا وليست تظاهرة الشعر العربي في زمن الثورة فأولاد أحمد تصرف تصرف المالك في ملكه بعزل وتعيين من يشاء».. هذا بإيجاز شديد ما أفصح عنه الشاعر نور الدين بوجلبان..لكن ما خفي ربما كان أعظم في ظل الانشقاق الحاصل في الجسم الثقافي بصفاقس والذي سنعود إليه في حوار مستقل..