فقدت الوجهة السياحية التونسية هذا العام نسبة هامة من حرفائها نتيجة الظروف السياسية والأمنية التي عرفتها بلادنا. لكن تراجع السياح قد ساهمت فيه البيروقراطية وبعض الممارسات الادارية التي تعرقل استقطاب السياح وتجويد الخدمات المسداة إليهم. السيدة «تشوبيانغي Cho-Byungae مواطنة كورية جنوبية أحبت تونس وانبهرت بآثارها وتاريخها، هي تملك وكالة أسفار في بلجيكا مختصة في ايفاد السياح الكوريين الى تونس وخاصة في مجال السياحة الثقافية. ورغم ان بلادنا تشجع علىاستقطاب سياح البلدان البعيدة والأسواق الجديدة وتراهن على تطوير السياحة الثقافية فإن هذه المستثمرة تلاقي عديد الصعوبات في تونس إذ أن الوفود السياحية التي تستقدمهم لزيارة بلادنا تعترضهم مشاكل نتيجة ممارسات ادارية مكروهة وخاصة للقادمين عبر الرحلات البحرية، إذ يجدون أنفسهم مجبرين على الخروج من الباخرة من ميناء حلق الوادي سيرا على الأقدام نتيجة منع الحافلات التي كانت ستستقبلهم وتقلهم الى الخارج. عن هذا الاشكال تحدث السيد ابراهيم الورزازي وكيل شركة أسفار متعاقدة مع وكالة الاسفار التي تملكها المواطنة الكورية متهما شرطة ميناء حلق الوادي بمنع الحافلة التابعة للوكالة من دخول فضاء رسو الباخرة واستقبال السياح الكوريين الذين اضطروا الى الخروج على الأقدام وهو ما أغضبهم وأثر فيهم وفي ذلك اساءة الى صورة تونس. وأوضح السيد ابراهيم الورزازي ان ديوان السياحة منح وكالته ترخيصا لدخول ميناء تونس لاستقبال السياح وأخذهم في رحلات سياحية منتظمة. وجاء في هذا الترخيص الذي تحصلت «الشروق» على نسخة منه إنه «في اطار تفعيل القرارات المتعلقة بتمكين حافلات وكالات الاسفار غير المتعاقدة مع مجهزي السفن السياحية من الدخول الى الميناء، أتشرف باعلامكم عن موافقة ديوان البحرية التجارية والموانئ على ادراج وكالتكم بقائمة وكالة الاسفار المرخص لها بالدخول الى الميناء لاستقبال الحرفاء المشاركين في الرحلات السياحية المنتظمة». وأوضح السيد ابراهيم الورزازي ان سيارات التاكسي العادية والسياحية تدخل الميناء بكل راحة في حين تم منع حافلته من الدخول رغم حصولها على الترخيص وعندما طلب تفسيرات لم يجد غير الصد والكلام الذي يندى له الجبين حسب تعبيره.