تونس - الصباح : يشهد نشاط الرحلات السياحية البحرية (les croisières) في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا نلمسه من خلال مشاهدة البواخر من مختلف الأحجام الراسية في ميناء حلق وادي، الذي يعد حاليا الميناء الرئيسي لنشاط الرحلات السياحية في بلادنا إلى جانب بعض الرحلات على ميناء بنزرت، ورغم أن زيارة سواح الرحلات البحرية لا تتجاوز اليوم الواحد يقوم خلالها السواح ،مصحوبين بأدلاء سياحيين، بزيارة المسلك السياحي الذي ينطلق من ميناء حلق الوادي باتجاه قرطاج للاطلاع على المواقع الأثرية هناك ثم زيارة سيدي بوسعيد ومن ثمة متحف باردو فالمدينة العتيقة بتونس والعودة عند المساء إلى الباخرة، إلا أن مردود هذا النشاط السياحي لا يخلو من أهمية من ناحتين اثنين: تتعلق الأولى بالمردود الاقتصادي المباشر على تنمية الحركة التجارية في المسالك التي يمر بها وفود سواح الرحلات البحرية والتي تشمل بالخصوص محلات الصناعات التقليدية إلى جانب المطاعم السياحية... وثانيا تساهم هذه الرحلات السياحية البحرية في التعريف بالوجهة السياحية التونسية إذ بامكان السائح القادم ضمن الرحلة البحرية - إذا ما شدته بالطبع الوجهة السياحية التونسية والمنتوج المقدم ومستوى الاستقبال ...إلخ - العودة عبر الطائرة لقضاء عطلة مطولة في فنادقنا. وللتعرف أكثر على نشاط الرحلات البحرية السياحية وتطوره وآفاق دعمه أشارت السيدة جليلة اللومي لعبيدي المسؤولة على نشاط البواخر السياحية بميناء حلق الوادي أن نشاط الرحلات البحرية تطور في السنوات الاخيرة من حيث ازدياد عدد السواح الوافدين عبر هذه الرحلات لا سيما بعد تطوير البنية التحتية للميناء وتحسين ظروف الاستقبال... وهي عوامل شجعت الشركات العاملة في مجال الرحلات البحرية على برمجة رحلات لبواخر أكبر حجما مكنت من الرفع في عدد الوافدين حيث اصبحت ترسي على ميناء حلق الوادي بواخر تبلغ طاقة استيعابها 3 آلاف و500 سائح وطول يناهز 300 متر بعد أن كانت البواخر القائمة إلى الميناء لا تتجاوز طاقة استيعابها 800 سائح ... موسم الذروة وحول المؤشرات الاحصائية الأخيرة التي سجلها نشاط الرحلات السياحية البحرية أشارت السيدة جليلة إلى أن موسم الرحلات البحرية ينطلق مع شهر مارس ويشهد ذروته خلال شهري أفريل وماي وقد استقبل ميناء حلق الوادي خلال شهر مارس الفارط 19 باخرة ومر العدد إلى 46 باخرة في شهر أفريل ثم 58 باخرة في شهر ماي. في حين سجل شهر جويلية الماضي توافد 59 باخرة أمنت حوالي 109 آلاف و939 سائحا مع توقع تسجيل نفس العدد خلال شهر أوت الجاري وخلال سبتمبر المقبل. وتتوزع الجنسيات الوافدة ضمن الرحلات السياحية البحرية كالتالي: 30بالمائة من اسبانيا و30 بالمائة من إيطاليا و10 بالمائة من أنقلترا و10 بالمائة من فرنسا و10 بالمائة من ألمانيا و5 بالمائة من أمريكا إلى جانب 5 بالمائة جنسيات مختلفة. العناية بالمحيط السياحي ومن أجل مزيد تطوير هذا النشاط تجدر الإشارة إلى وجود جملة من المجالات تحتاج إلى مزيد العناية على غرار المحيط السياحي في المجال المتصل بالعناية بالنظافة وتجميل المناطق التي يشملها المسلك السياحي الذي يعبره سواح الرحلات البحرية على غرار حلق الوادي والكرم وغيرها من البلديات المطالبة بالعناية أكثر بجمالية ومظهر المدن ونظافة المناطق الخضراء... هذا بالإضافة إلى محاولة اثراء المسلك السياحي المخصص لسواح الرحلات البحرية بمجالات ومناطق جديدة يمكن زيارتها والتعريف بها. جانب آخر لا يقل أهمية ويحتاج بدوره إلى حملات تحسيس وتوعية وتشديد المراقبة ويتصل بسلوك بعض تجار الصناعات التقليدية الذين يستغلون ضيق وقت سائح الرحلات البحرية ويمارسون صنوفا من التحيل من قبيل الترفيع المهول في الأسعار أو ارسال طلبيات السواح إلى بلدان إقامتهم مخالفة لتلك التي رآها السائح ودفع ثمنها... وقد كانت مثل هذه الممارسات مصدر تذمر لعدد من السواح مما قد يقلص من فرص الاستفادة من الرحلات البحرية في تنشيط الحركة التجارية.