الحاج علي من سكان نهج القحطي المحاذي لنهج الباشا . عاش تفاصيل رمضان زمان بالمدينة العتيقة خلال سنوات الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي ويقول عن هذه الذكريات : لا زلت اتذكر الاستعدادات لهذا الشهر المبارك شهر القرآن والعبادة وخاصة من قبل ربات البيوت . فالاستعدادات له تكون غير عادية واستثنائية في غالب الأحيان للاستعدادات الذهنية والتطبيقية بعد خروج شهري «أمنا عائشة الأولى والثانية»أي جمادى الأولى والثاني وحلول شهر رجب والمعراج فشعبان وليلة نصفه المعروفة بليلة قسام الأرزاق وخلالها يتوجه المرء إلى خالقه بالدعاء والابتهالات وقراءة آية الكرسي عديد المرات وصلاة 100 ركعة . وقبل أيام من حلول شهر رمضان تبدأ الاستعدادات له أولا بتعهد المنازل والدور خارجيا وداخليا وذلك بالقيام بالإصلاحات اللازمة من دهن و»تبييض ونظافة المحل وأركانه وأثاثه . بالإضافة إلى شراء عدد من الأواني الجديدة للطهي والطبخ ك»الطناجر» و»البرم» و»المقفول» و»الكسكاس» و»الحلالب» . ويقع إيداع الأواني النحاسية عند «القصادري»قصد صقلها وتلميعها من جديد وهو ما يعرف ب»التقصدير» . ويقع تحضير «القمصان» والحلاب» لإعداد البسيسة أو العصير ,وتهيئة الكانون وطبق القهوة ومعداته ك»البقراج» للماء و»الززوة» ومسحوق القهوة «البن» و»الفناجن» و»حكة» البخور والكؤوس والأطباق الخ ... أو «ماعون» الشاي. هذا دون نسيان «عولة» رمضان من التوابل والبهارات والفلافل والسميد والدرع والبسيسة وما تحتاجه من فواكه جافة لإضفاء نكهة أحلى ومذاق أجمل وشربة الفريك والمرمز من الشعير والنواصر والحلالم والفواكه الجافة للسهرة الخ ...مع شراء الفحم اللازم للطهي.