مع كل رمضان تغير مدينة تاجروين نمط حياتها وتظهر في ثوب جديد مخالف لما كانت عليه طيلة السنة. فالحركة لاتهدأ طيلة النهار إلى أن يحين موعد الأذان وبعد راحة إجبارية لتناول الإفطار تستفيق من جديد حتى وقت السحور. ولقد اعتادت العائلات على الاستعداد لهذا الشهر الكريم قبل أسابيع من حلوله بتحضير «البهارات» و«الحلالم» و«البسيسة» و«شربة المرمز» التي تعتبر من مميزات شهر رمضان في الجهة. بعد انقضاء موعد الإفطار الذي غاب عنه هذه السنة مدفع رمضان يسارع الناس كل إلى وجهته فمنهم من يذهب إلى الجامع لأداء صلاة التراويح ومنهم من يسارع إلى المقهى للعب الورق وتدخين الشيشة ومن الناس من يفضل التجوال على طول الشارع الرئيسي وخاصة الفتيات والنساء والأطفال .العائلات تكثر من الزيارات الليلية وخاصة في النصف الأول من الشهر أين تكون»اللمة» العائلية بحضور «الكريمة» و«البوزة» والشاي... وتضاف إلى كل هذا» المخارق» و«الزلابية» عندما يعود الرجال إلى البيوت آخر الليل.أما في النصف الثاني فالنسوة يبدأن في إعداد حلويات العيد ،هذه العادة التي مازالت كل العائلات محافظة عليها إلى اليوم.ومن العادات أيضا التي مازالت موجودة «طبال السحور» الذي يتنقل بين الأنهج والشوارع معلنا عن بداية السحور رغم سهر الأغلبية حتى وقت متأخر من الليل.وهكذا تستمر الأيام والليالي طيلة الشهر حتى يطل هلال شهر شوال ويعلن عن حلول العيد بعد شهر من الصيام.