دارت في نهاية الأسبوع الجولة الثالثة لدوري الأبطال وكأس الاتحاد الافريقي وعرفت المباريات تشويقا كبيرا كما كان منتظرا وتميّزت خاصة بتسجيل الأهداف (11) هدفا في دوري الأبطال وثماني إصابات في كأس الاتحاد. الجولة كانت مفيدة لبعض الفرق مثل الأهلي المصري وانيمبا من جهة والنادي الافريقي والمغرب الفاسي من جهة أخرى وفي ما يلي أهم ما حدث: الترجي يشارك الوداد في الطليعة وإن كان النادي المغربي يتفوق بفارق الأهداف فالترجي تعادل مرتين خارج ملعبه وفي كل مرة يهدر فوزا في متناوله ففي الجزائر كان بإمكانه الفوز وفي المغرب تقدم بنتيجة مريحة (2 0) لكنه فشل في المحافظة على الأسبقية نتيجة وجود شوارع في الخط الخلفي وهو مطالب بإيجاد حلول سريعة ولعلّ أهم ما حققه الترجي هو انتصار على الأهلي المصري بهدف لصفر. هلال العادة الهلال السوداني يشارك في كرسي الطليعة لكنه خلف انيمبا بفارق الأهداف المسجلة وهو الذي اعتاد منذ سنوات أن يحقق الانتصارات ويكون من أبرز المرشحين للقب لكنه يفشل في الأمتار الأخيرة. هلال الملايين كما يطلق عليه عشاقه هزم الرجاء والقطن الكامروني وحقق تعادلا في طعم النصر في نيجيريا ولا يعرف هل أنه تعلّم من أخطائه هذا العام أم أن غايته هي المنافسة وليس اللقب. حسم كل شيء القطن الكامروني لم يكن في المستوى فرغم أنه يملك دعما معنويا كبيرا بما أنه فريق عيسى حياتو (هذا النادي يخشاه الحكام ولا نقول شيئا آخر) إلا أنه جمع نقطة يتيمة من مجموع تسع ممكنة (هزيمتان احداهما على أرضه) وفي هذه المجموعة تبدو كل الأوراق قد وزعت منذ البداية فصاحبا الطليعة كلاهما وصل الى النقطة السابعة ووضعا اليد في اليد نحو الدور قبل النهائي خصوصا وأن للقطن والرجاء نقطة واحدة يصعب أن ينافسا بها. حذار من الأهلي الأهلي ورغم بدايته السلبية (نقطة من مجموع ست ممكنة بعد جولتين تعادل مع الوداد في القاهرة وانهزم في تونس ضد الترجي) إلا أنه حقق المطلوب عندما هزم المولودية مساء الجمعة الماضي بثنائية هدافه الكبير عماد متعب وأصبح متأخرا على الوداد والترجي بنقطة واحدة وهو فريق قادر على تحقيق الانتصارات والمنافسة نظرا للخبرة الطويلة التي تتمتع بها مجموعته وتعودها على الفوز بلقب دوري الأبطال. أين المولودية ؟ المولودية الفريق الأكبر والأعرق في الجزائر والمدرسة التي تخرّج منها نجوم بلا عدّ، تبدو أنفاسه مقطوعة ولياقته غير كافية ومجموعته دون المستوى.. فالمولودية لها نقطة يتيمة وخرجت منطقيا منذ البداية وهي التي سجلت هدفا وحيدا وكانت شباكها مفتوحة للزوار والمنافسين (سبعة أهداف بعد ثلاث جولات) المولودية التي فازت الموسم الماضي باللقب وجدت صعوبات كبيرة للبقاء في الدرجة الأولى في الموسم الذي ودعناه من أسابيع قليلة. انيمبا في البال فريق انيمبا يطبق قاعدة أحسن طريقة للدفاع هي الهجوم فهو سجل سبعة أهداف جمع بها سبع نقاط وشراكة في المرتبة الأولى وهو فريق لا يعتمد على لاعبين بارزين أو معروفين وإنما يركز على المهارات الفردية للاعبيه ورغم أن المنافسة لا تزال في بدايتها إلا أنه سيكون منافسا شرسا على لقب دوري الأبطال مستندا في ذلك على تاريخه الذي يقول انه فاز بلقبين متتاليين (سنتي 2003 و2004). انيمبا انتصر على الرجاء بهدفين لصفر وعاد بفوز مبين من الكامرون على حساب القطن بثلاثة أهداف لهدفين بالاضافة الى تعادل مميّز ضد الهلال السوداني بهدفين في كل شبكة. الرجاء عاجز بداية مخيبة للآمال للرجاء المغربي بنقطة يتيمة من ثلاث مباريات (تعادل وهزيمتان) وعجز تام على تسجيل ولو هدف بعد مرور (270) دقيقة بما فيها من وقت ضائع. النادي المغربي الكبير وصاحب ثلاثة ألقاب في دوري أبطال إفريقيا خيّب الآمال المعلقة عليه ويبدو أنه خرج من المنافسة بصفة مبكرة وعلى عكس ما كان متوقعا على عكس جاره الوداد الذي يعتمد على قوة هجومه ونجاعته الكبيرة (تسعة أهداف في ثلاثة لقاءات) أي بمعدل ثلاثة أهداف للمباراة الواحدة فالوداد تعادل في القاهرة مع الأهلي (3 3) ومع الترجي في المغرب (2 2) وانتصر ضد المولودية الجزائرية (4 0). ماذا في كأس الاتحاد ؟ حقق النادي الافريقي انتصاره الأول وانفرد بعد ذلك بالطليعة.. فوز الافريقي تحقق رغم أنه لم يقدم مستوى كبيرا لكن وهذا الفوز قد يكون مهما لتأخذ المجموعة الثقة اللازمة لبقية مباريات هذه المجموعة. الافريقي استفاد من هزيمة كادونا يونايتد في أبديجان ليقود مجموعته ويرتب أوراقه للمقابلات القادمة ويتعامل معها بحسابات حتى يضمن الترشح أولا للدور نصف النهائي. شبيبة القبائل تكبّدت ثلاثة هزائم في ثلاث مباريات نتيجة إدارة فاشلة ومجموعة من اللاعبين دون المستوى وحتى اللاعب الكبير جدا موسى الصايب الذي يدرب الفريق عجز عن إعادة الحيوية المعروفة لشبيبة القبائل النادي الذي فاز بألقاب عديدة محليا وإفريقيا. المغرب الفاسي حقّق ما هو مطلوب بالتواجد في الطليعة بسبع نقاط وإحداث مفاجأة على الأقل الى حدّ الآن، فقد انتصر في مرتين وتعادل مرة وبات على أبواب الدور قبل النهائي لكأس الاتحاد الافريقي وهذا الفريق يجد ملاحقة من النادي النيجيري «الشمس البازغة» وله ست نقاط والنادي اكونغولي موتيما بامبي وبعد أن خرج فريق الشبيبة بعد ثلاث هزائم متتالية سيكون الصراع على أشدّه في اللقاءات الثلاثة المتبقية لهذه المجموعة وإن كان للمغرب الفاسي فارق مهم وهو أنه عاد بتعادل في طعم الانتصار من الكونغو ضد موتيمبا بامبي لكن يجب الاحتياط في المواجهة المنتظرة بينهما في المغرب.