تتواصل أشغال إقامة منصع «إسمنت قرطاج» بعد مصادرة نصيب بلحسن الطرابلسي في رأس المال والمقدر ب15٪استثمار ضخم بكل المقاييس كشفته زيارة ميدانية إلى موقع المشروع بجهة جبل الرصاص.«لم تعد للمشروع أية علاقة ببلحسن الطرابلسي... وحتى في السابق كانت مساهمته في رأس المال ضعيفة (15٪ فقط)، لكنه حوّل نفسه آنذاك الى صاحب المشروع برمته وعيّن نفسه رئيسا مديرا عاما...».بهذه الكلمات تحدث السيد حاتم قربوج المدير العام المساعد (سابقا) والمتصرف القضائي (حاليا) في الشركة أمام الاعلاميين ووسطاء في البورصة لدى زيارتهم لموقع مشروع مصنع اسمنت قرطاج بجهة جبل الرصاص القريبة من مرناق.ضخمتكشف زيارة موقع «اسمنت قرطاج» عن ضخامة حجم المشروع من حيث المساحة ومن حيث التجهيزات التي سيقع اعتمادها. حيث يمتد المصنع في جزئيه ومقر الادارة على أكثر من 50 هكتارا، اضافة الى المقطع المحاذي الذي سيقع استخراج المواد الأولية منه (أكثر من 200 هك) كما تتكدّس اليوم بالموقع أطنان من التجهيزات الثقيلة التي سيقع تركيزها في ما بعد لصنع الاسمنت وتقدّر قيمتها بحوالي 100 مليار من مليماتنا في انتظار وصول بقية التجهيزات المقدّرة بحوالي 200 مليارا وهي من النوع المتطور للغاية في العالم، وتساعد على إنتاج وفير وعلى احترام البيئة والمحيط.وللاشارة، فإنّ القيمة الجملية للمشروع تبلغ 490 مليارا منها 300 مليار تجهيزات والبقية بناء وغيره.أكد القائمون على المشروع على أهميته في الاقتصاد الوطني حاضرا ومستقبلا وذلك من حيث الانتاج والتشغيل والتصدير فهذا المصنع سيوفر بداية من موفى 2012 ما لا يقل عن 2.4 مليون طن من الاسمنت سنويا أي بمعدل 7800 طن يوميا. وبالتالي سيساهم في زيادة حجم الانتاج الوطني ب30٪ ليصبح حوالي 10 مليون طن سنويا.ويشغل مشروع بناء المصنع حاليا 500 عامل وموظف، وسيبلغ العدد خلال الفترة المتبقية من أشغال البناء 1500 عاملا وموظفا (500 أجانب و1000 تونسيين).وعند انطلاقه في الانتاج، سيبلغ عدد مواطن الشغل المباشرة في المصنع 1000 وغير المباشرة 3000.ويشغل مشروع بناء المصنع حاليا 80٪ من أبناء المناطق القريبة من جبل الرصاص والذين ساهموا أثناء أحداث الثورة في حمايته من النهب والسرقة.وسيقع مستقبلا اعطاء الأولوية لأبناء الجهة للاشتغال في المصنع شريطة توفر المواصفات العلمية المطلوبة وإلا يقع المرور لأبناء الجهات القريبة التابعة لولاية بن عروس... وذلك بالاتفاق مع أبناء المنطقة ولجنة حماية الثورة بالمكان.تحرّياتيتوزع رأس مال اسمنت قرطاج حاليا بين الدولة (15٪ وهو نصيب بلحسن الطرابلسي الذي وقعت مصادرته) والأزهر سطا (15٪) والمساهمون عبر البورصة (50٪)... أما ال20٪ المتبقية فتعود الى مؤسسة خليجية تعنى بالاستثمار الأجنبي وبالتصرف في رؤوس الأموال المختلفة والأسهم، غير أن تحرّيات دقيقة تجري الآن عن طريق الحكومة التونسية لمعرفة إن كان بلحسن الطرابلسي أو أحد أقارب بن علي أو «طرابلسي» آخر له أسهم في شركة اسمنت قرطاج عن طريق مساهمة الشركة الخليجية المذكورة.وقالت مصادر من «إسمنت قرطاج» أنه قد يصعب التعرف الى المساهمين الحقيقيين في تلك الشركة الخليجية بحكم ما يحيط بعملها من تكتم وسرية، لكن رغم ذلك فإنه يمكن اختراقها ومعرفة المساهمين الحقيقيين فيها عن طريق خبراء ماليين عالميين إذا ما رغبت الحكومة في ذلك لكن تكلفتهم تكون باهظة.وذكرت المصادر ذاتها أن عديد المستثمرين الأجانب عبّروا عن نيتهم شراء أسهم بلحسن الطرابلسي، لكن الدولة لم تقرّر الى حدّ الآن شيئا حول الموضوع.