هي الصدفة التي قادتني الى الاستماع الى إذاعة موزاييك صباح يوم الجمعة الماضية وبالتحديد على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وللأسف هذه الصدفة أعادتني الى ما قبل 14 جانفي وخلت نفسي للحظات أني مازلت في عهد بن علي. فموزاييك أرادت أن تهدي جمهورها كوكتال تونسي للفنان أحمد حمزة، لكن نسيت أن أغلبية الفنانين التونسيين إن لم نقل كلهم غنوا للنظام القديم ومجدوا ذاك العهد لذلك كان من واجب العاملين في هذه الاذاعة مراقبة الأغاني قبل إذاعتها حتى لا يقعون في تلويث آذان المستمعين بأساليب وأغاني تحاول الذاكرة نسيانها، غير أنّ إذاعة موزاييك أرادت أن تعيدنا الى هذه الأجواء عن غير قصد وصدمت في ذاك اليوم مثلما صدم الكثير من المستمعين لاذاعة موزاييك. وأنا أستمع للفنان أحمد حمزة يقول وبأسلوب غنائي « في باب المدينة و7 نوفمبر هلّل علينا» مع سلسلة من الزغاريد وبعض الكلمات الأخرى التي تمجد ذاك العهد وحاكمه وشخصيا أخجل من إعادة ذكرها. هذا الكوكتال المأخوذ من حفل للفنان أحمد حمزة تمّ إذاعته أيضا على الاذاعة الوطنية دون التفطن الى المقطع الذي كان يمجد عهد 7 نوفمبر وكان بالامكان حذفه، لكن من الواضح أن رقابة الأغاني في الاذاعات التونسية غير معترف بها.