نعم.. لماذا كل هذا الاهتمام بلطفي بوشناق والبحث عن تفاصيل دقيقة في مسيرته الفنية و«محاسبته» بشكل يبعث علي التساؤل.. لطفي بوشناق طبع مسيرة الأغنية التونسية وأعطاها من جهده الكثير.. أثرى هذه المدونة بأغنيات وإنتاجات تغنّت بالانسان وتوقّفت عند مشاغله وهمومه. لطفي بوشناق: لماذا تمّ إعلان «الحرب» عليه بهذه الكيفية وبأسلوب فيه تنكّر لما قدمه هذا الفنان للأغنية في تونس؟ ألم يكن حريّا العمل على الانتاج الفني الذي يخلّد ثورة 14 جانفي في أبهى مظاهرها أفضل من نصب «المشانق» هنا وهناك.. ألم يكن من الأفضل توجيه الطاقة لفعل إبداعي جاد فيه تونس التي نريد.. تونس التي انتفض من أجلها الشباب.. تونس التي نروم أن تكون واحة حبّ وسلام وأمل وعمل جاد متواصل فمهما قيل وما يقال فإن لطفي بوشناق صوت أحببنا فيه جديته في العمل وبحثه المتواصل على الاضافة.. صوت غنّى للمحرومين والمظلومين والمهمّشين.. وأذكر هنا على سبيل المثال أغنيته «قدرني نعيش» التي غناها في بداية مسيرته الغنائية عن نص لشاعر الانسان حسن شلبي.. وغنّى لطفي بوشناق «لا يغيب نور الحب» و«خويا الانسان» و.. و.. فنان بمثل هذا العطاء الغنائي نراه اليوم في وضع »المتهم» الذي اقترف «جرما» بأن غنّى في «السابع من نوفمبر» في الوقت الذي غنّى فيه الجميع له مع استثناءات نادرة اعترف لطفي بوشناق بأنه كان من الأصوات التي غنّت في احتفالات العهد البائد.. لكنه وهنا مربط الفرس لم يخصّ هذا العهد بالتهليل والتمجيد والتطبيل. إنها ضريبة النجاح الفني.. عابد كرمان: أسئلة ومقترح عابد كرمان.. صفحة أخرى من صفحات الصراع بين المخابرات المصرية والموساد الاسرائيلي.. هذا العمل صاحبته حكايات وعرف عراقيل عديدة أدت الي منعه من البث العام الماضي.. ليرفع عنه الحظر وتتسابق القنوات العربية على تقديمه الى مشاهديها.. وبدون الدخول في تفاصيل هذا العمل فإنه لا بدّ من الاشارة الى كونه (أي العمل) يطرح عديد التساؤلات حول علاقته بمسلسل «رأفت الهجان» على اعتبار أن العملين يلتقيان عند «خط بارليف» وحرب أكتوبر 1973.. ثم لماذا إصرار الرقابة على حذف مشاهد كتب في شأنها أنها على غاية كبيرة من الأهمية..؟ قد يكون للرقابة رأي في ذلك، لكن رغم ذك فمن حقّ المشاهد معرفة كل التفاصيل حتى تكتمل الصورة بشكل شفاف وموضوعي.. وأنهى بتوجيه مقترح الى الادارة العامة لمؤسسة التلفزة التونسية حمّلني إياه الكثير من قرّاء «الشروق» بالتفكير في عرض هذا المسلسل على احدى القنوات التونسية.. فهل يكون الأمر كذلك؟