عادت أكداس الأوساخ تملأ الشوارع من جديد محتلة الأرصفة والطريق المعبدة ومتحدية البلدية ومعتدية بشكل سافر على حرمة المواطن الذي يبدو انه تحول إلى لعبة بيد الأطراف المتناحرة. فمع كل إضراب أو اعتصام لأعوان البلدية أو أعوان شركات النظافة أو غيرهم يدفع المواطن الثمن وتنزل الأوساخ على رأس المواطن الغافل في انتظار يقظته. فلا يجد سبيلا سوى رميها على قارعة الطريق جهلا وكرها وهكذا تتحول إلى أكداس وسط حيرة من المواطنين. حل بديل...بعيد؟ في انتظار ذلك تغرق المدينة في الأوساخ وفي الظلام. وسبب تراكم الأوساخ الذي كان يعد من السمات الأساسية في القيروان وتضخم مؤخرا، هو فسخ بلدية القيروان عقدها مع «شركة الخدمات المتعددة» بسبب اخلالها ومخالفاتها التي زادت في الاونة الاخيرة حسب توضيح من رئيس النيابة الخصوصية. وذلك قبل شهرين من انتهاء العقد. وهو ما احدث فراغا في العمل البلدي بعديد الاحياء بالمدينة بسبب عدم تدخل البلدية لايجاد حل بديل. علما وان عشرات الشوارع والانهج ينقطع عنها التنوير العمومي رغم انها ليست تابعة لاية نظام مناولة سوى طريقة «المناولة الخفية» التي يطلبها بعض الاعوان لتصليح مصباح تعطب. هذا التصرف الارتجالي الذي احرج الشركة ووضع العمال في وضع عصيب اضطرهم إلى الاعتصام منذ ايام لمطالبة البلدية بانتدابهم، كان من المفترض ان تشفعه خطوة نحو ايجاد البديل اي من سيقوم بعمل الشركة وغيرها من الشركات خصوصا مع انتهاء العمل بالمناولة منذ 24 جويلية. بلدية القيروان وحسب تاكيد رئيسها لا تزال تتارجح بين التعويل على الإمكانات الذاتية للبلدية مع الاستعانة بعمال إضافيين واقتناء تجهيزات أخرى، وبين النظر في إمكانية التعاقد مع بعض الشركات والتوجه نحو دعم المبادرات الشبابية.