بقلم الاستاذ نبيل المناعي بعد 14 جانفي كثر الحديث عن يوم العطلة الاسبوعية ولم لا يكون يوم الجمعة وأن هذا اليوم تقام فيه صلاة الجمعة وهو الأولى بأن يكون يوم عطلة وكفانا اتباعا لأوروبا في كل شيء. عندما بنى رسول الله ے المجتمع الاسلامي في المدينة وحكم الناس بالاسلام لم يحدد يوم عطلة أسبوعية بل كانت كل ايام الاسبوع ايام عمل قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع، ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون، فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله وأذكروا الله كثيرا لعلّكم تفلحون». هذا دليل واضح بأن يوم الجمعة كان يوم عمل والقرآن ينزل وما كانت الدعوة الى ترك العمل الا وقت الصلاة إذ جاء التسريح من هذا القيد بانقضاء الصلاة ومباشرة العمل. والدولة باعتبارها المصرّف لشؤون الناس ولها أن تتّخذ من الوسائل والأساليب ما تراه منظما لهذه الشؤون تنظيما محكما والادارة ليست تشريعا وللحاكم أن يبدع فيها لتقضى شؤون الناس قضاء سلسا وسهلا فإذا رأت الدولة أن اتخاذ يوم عطلة أسبوعية فلها ذلك فالادارة يراعي فيها الشرع ولا يكون الباعث لها وفي مراعاتنا للشرع نجد أن الدولة يحرم عليها اتخاذ يوم الجمعة يوم عطلة لأن فيه تشبّها بالنصارى واليهود وهو منهيّ عنه نهيا جازما قال عليه السلام «لتتبعن» سنن الذين خلوا من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع». قيل: «اليهود والنصارى يا رسول الله». فقال: «فمن؟» والنصارى اتخذوا يوم الأحد يوم عيد وعطلة حسب قساوستهم واليهود اتخذوا يوم السبت يوم عيد وعطلة فإذا اتخذ المسلمون يوم الجمعة يوم عيد ويوم عطلة أسبوعية باعتبار أنّ هذا اليوم فيه صلاة الجمعة بخطبتيها فإنهم يكونوا قد ابتدعوا وتشبهوا باليهود والنصارى فالدولة لها أن تعطي لعمّال دوائرها يوم عطلة أسبوعية إذا رأت مصلحة في ذلك على أن لا يكون يوم الجمع.