أصبحت العاصمة الليبية طرابلس على وشك الانفجار في ظلّ استمرار «جنون» القذافي و«جنون» الأسعار... وهو وضع ولّد سخطا شعبيا عارما قد يشعل انتفاضة واسعة في أي لحظة. أكدت مصادر ليبية متطابقة أن اطلاق نار كثيف سمع أمس بالقرب من منطقة عين زارة وأيضا ضواحي طرابلس بتاجوراء وفي قلب العاصمة. خوف وتوتر وذكرت المصادر أن أغلب الناس لزمت بيوتها خاصة بعد صلاة التراويح وإن كان قد شوهد عدد قليل يقوم بالتسوّق في محلاّت الأحذية والملابس والتي كانت بنسب قليلة مفتوحة في الليل بعد أن كانت العادة بفتح كل المحلات وازدحام حركة السيارات نتيجة التسوق وخروج الناس كما في السنوات الماضية وسكنت العاصمة في هدوء لم تمزقه سوى اطلاقات البنادق والرشاشات وقصف حلف شمال الأطلسي. من جهة أخرى ذكر تقرير اخباري أن الثوار الليبيين توغلوا بشكل كبير نحو طرابلس حيث زحفوا الى بلدة واقعة غربي البلاد تربط ما بين العاصمة الليبية ومدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي ومعقل جيشه. ونقل الموقع الالكتروني لقناة «الجزيرة» عن قائد جيش الثوار الليبيين في بيان له أمس أن فرقا من الثوار وصلت الى ضواحي بلدة الهيشة وتمكنت من طرد القوات الموالية للقذافي. وقال منصور سيف النصر ممثل المجلس الوطني الانتقالي في باريس إن الثوار يسيطرون بشكل كامل على الزاوية (غربي العاصمة) مما يفتح الطريق أمام طرابلس ويتيح لسكانها الثورة على النظام». وتابع: «إننا ندخل مرحلة حاسمة وقريبا سنحرر كافة أنحاء جنوب ليبيا ونأمل أن نحتفل بالنصر النهائي في نهاية شهر رمضان». وأضاف «السكان داخل طرابلس يستعدون للانتفاضة... قبل أسابيع قليلة أخمدت قوات القذافي الثورة إذ كانت تملك سلاح جو ودبابات ولم تكن قواتنا على مشارف طرابلس مؤكدا أن أنصار القذافي لم يعد لديهم سلاح جو ولا دبابات وباتت قواتنا على مشارف طرابلس». وقد أكد مراقبون أن معركة السيطرة على ليبيا قد دخلت مراحلها الأخيرة وأنه بات لزاما على القذافي أن يختار بين أمرين إما السعي عبر المفاوضات لتأمين خروجه من البلاد وإمّا الدفاع عن طرابلس حتى آخر رصاصة. وفي هذا الصدد ذكرت تقارير صحفية أنّ القذافي بات يستعدّ للمغادرة وقد يقوم بتفويض سلطاته الى وزير العدل محمد القمودي في ظل أنباء عن إصابته بمرض «عضال». ارتفاع جنوني وفي طرابلس أيضا ارتفعت أسعار السلع واللحوم واختفى الدعم الذي تحدث عنه النظام... فقد كان يباع مدعوما بسعر 3 دنانير ونصف بات الآن بسعر 5 دنانير ونصف وزاد الكيلوغرام من اللحم المستورد للبقر من 9 دنانير الى 11 دينارا. كما اختفت أسعار اسطوانة الغاز المنزلي وزاد سعرها حتى وصل الى 90 دينارا مما صعد من أسعار الفحم النباتي ليصل سعر الكيس الكبير من 10 دنانير الى 70 دينارا والكيس الصغير من دينارين الى 5 دنانير وذلك بالاضافة الى تصاعد سعر الحليب ومشتقاته من الجبن والزبادي الى 100٪ وخاصة بعد أزمة انقطاع الكهرباء وتكبد التجار خسائر كبيرة نتيجة تلف السلع بفعل توقف الثلاجات. وفي سياق حالة التوتر بالعاصمة الليبية خيّر الكثير من الموظفين عدم الذهاب الى العمل نتيجة عدم توفر الوقود وارتفاع أسعار سيارات الأجرة وحركة السيارات على الطريق باتت قليلة جدا في عاصمة يقطنها أكثر من مليون وربع نسمة.