يقول الله العزيز {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول} (الفيل)صدق الله العظيم. لقد وردت في القرآن الشريف قصص عديدة تحكي واقع الأولين وكلها وعظ وارشاد وهداية للعرب والعجم قاطبة حتى تأخذ العبر منها ولا تقع في ما وقعت فيه تلك الامم السابقات من أخطاء وكفر بالخالق العظيم فيحق عليها عذابه. ان القرآن يهدي للتي هي أقوم ألم ينزله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما والأعلم بخلقه سبحانه وتعالى وهو الذي يقول {أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} (النساء 82) صدق الله العظيم. ان المتدبر في كلمات القرآن العظيم لا يستطيع أبدا ان يلاحظ اي اختلاف في سنن الله ونواميسه رغم تكرارها واعادتها المرات العديدة في سور مختلفة وبألفاظ مختلفة وبناء لغوي غير البناء فالمبتغى يتحقق والصدق يتأكد واللب يظل كما هو لايتغيّر. كلمات القرآن هي هي لا تتغيّر أبدا ولو أنك قرأت ألف مرة وها أنك تتصفحه للمرة الواحدة بعد الألف لا ولن تمل أذنك سماعه ولا يسأم عقلك من التدبر فيه انك لتمر على الآية فيبدو لك وكأنك تراها لأول مرة وتسمعها لاول مرة فهي متجددة وحيّة تكاد تحس انها تتنفس وإن معانيها تسعى الى روحك سعيا فتأسرها وتتمكن منها. يقول الله تعالى {ويل لكل همرة لمزة، الذي جمع مالا وعدده، يحسب ان ماله أخلده، كلا لينبذن في الحطمة وما أدراك ما الحطمة، نار الله الموقدة، التي تطّلع على الأفئدة، إنها عليهم موصدة، في عمد ممددة} (الهمزة) صدق الله العظيم. والله لا يستطيع بشرمهما كان علمه وبلاغته الا ان يسجد اجلالا وإكبارا وتعظيما وتقديسا لمن انسابت من بين شفتيه هذه الدرر المكنونة والجواهر المصونة فهل هذا كلام عادي وتركيب انساني لا أظن ولا يظن عاقل مدبر ذلك أبدا، إن هو الا وحي يوحى من لدن قدوس قادر لا ربّ سواه. والله أعلم.