تحدثت صحيفة ال«ديلي تليغراف» البريطانية أمس عن تطورات جديدة في ملف هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة معتبرة أن «القاعدة» لم تفعلها بمفردها وأن إيران والسعودية مورطتان. وقالت الصحيفة ان «القاعدة» لم تنقذ هجمات11 سبتمبر بمفردها بل تلقت الدعم من بعض الدول سواء بغض الطرف (السعودية) أو بالمساعدة في تعليم الطيران وتدريب الكوادر المخصصة للهجوم (إيران). ولاحظت الصحيفة أنه رغم مرور نحو عقد على الهجمات الدامية على برجي التجارة في نيويورك فإن العديد من الأسئلة لا تزال قائمة خصوصا حول «الأطراف» التي ساعدت «القاعدة» وإن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد صرّحا بأن الارهابيين نفذوا الهجوم بمساعدة سلسلة من البلدان. اتهامات لإيران وأضافت الصحيفة في الأشهر التي تلت ذلك ألمح بوش ونائبه ديك تشيني إلى تورط العراق في الهجمات وكان تشيني يشتبه في ليبيا والسودان وإيران وجميع الدول المرتبطة بالارهاب ولم تظهر أدلة تشير إلى تورط ليبيا أو السودان رغم الفترة الطويلة التي قضاها بن لادن في الخرطوم. . أما إيران فهي قضية أخرى على حدّ قول الصحيفة فقد نفت طهران أي علاقة لها بهذه الهجمات ولم تجد لجنة التحقيق في البداية أي دليل على تورطها أو تورط حزب الله في الهجمات إلا أن التحقيقات أثبتت بعد ذلك أنها متورطة فقد اعترف ثلاثة منشقين كانوا يعملون لصالح السلطات الإيرانية بتورط طهران في الهجمات وقدموا وثائق تثبت تورطها مع تنظيم القاعدة منذ عام 1993 وفي تلك السنة على حد قول الصحيفة دائما اجتمع القيادي في حزب الله عماد مغنية في السودان مع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم. ووفقا للمذكرة التي قدمها هؤلاء الاشخاص فقد سهلت ايران تحرك بن لادن الى أفغانستان وهناك التقى ضابط مخابرات ايرانيا وناقش معه أولى هجمات على المدن الأمريكية محمولة جوا وخلال الفترة التي تلت ذلك كانت طهران تسهّل لبن لادن اجراء اتصالات عن طريق هاتف يعمل بالاقمار الصناعية كما تلقت عناصر من القاعدة تدريبات في ايران على الطيران واختطاف الطائرات. وبحسب الصحيفة فإن طهران قدّمت تسهيلات كبيرة جدا لبن لادن ومجموعته حيث كان منفْذو العملية ينامون في السفارة الايرانية في أي بلد ينزلون فيه قبل وصولهم الى أمريكا لتنفيذ مهمتهم. بن لادن والسعودية وتابعت الصحيفة قولها : اذا كانت هناك دلائل على وجود دور ايراني في هجمات 11 سبتمبر فإن هناك وقائع مقلقة برزت حول دور محتمل للمملكة العربية السعودية التي تعتبر صديقة للولايات المتحدة. فتقول الصحيفة إن قرار السعودية تجريد بن لادن من الجنسية هو كلام غير دقيق فقد أجمع المراقبون ومن بينهم الرئيس السابق لدائرة الاستخبارات العامة للأمن الخارجي في فرنسا آلان شوت الى ان إلغاء المواطنة حيلة ساذجة مصممة لتغطية وجود علاقة سرية مستمرة. فقد قام اثنان على الاقل من الأمراء السعوديين في السنوات التي سبقت 11 سبتمبر بحماية مال بن لادن وكان الاتفاق بحسب هيئة الاذاعة البريطانية والصحفي السابق ب«فاينانشيال تايمز» سايمون هندرسون ان تغضّ الرياض الطرف عما يقوم به بن لادن في أماكن أخرى فطالما انه لا يقوم بعمليات في السعودية فإن المملكة لن تعرقل عملياته في اي مكان آخر على حد قول الصحيفة البريطانية.