ليلة القدر ليلة شريفة، خصها الله بخصائص عظيمة، تنبئ عن فضلها ورفعة شأنها، منها: 1 أنها الليلة التي أنزل فيها القرآن، كما قال تعالى:{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }(القدر1) ففي تخصيصها بذلك تنبيه على شرفها وتنويه بفضلها، حيث أنزل الله تعالى فيها أعظم الذكر وأشرف الكتب، ففي قراءته فيها أخذ بسبب من أعظم أسباب الهدى ودواعي التقى. 2 وصف الله تعالى بأنها مباركة، بقوله:{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَة} (الدخان3) . فهي مباركة لكثرة خيرها وعظم فضلها، وجليل ما يعطي الله من قامها إيمانا واحتسابا من الخير الكثير والأجر الوفير. 3 إخباره تعالى عنها، بقوله: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (الدخان4) أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى صحف الكتبة من الملائكة من الأمور المحكمة مما يتعلق بالعباد من أمر المعاش والمعاد إلى مثلها من العام القادم، من الأرزاق والأعمال والحوادث والآجال، ونحو ذلك من الأمور المحكمة المتقنة بمقتضى علم الله تعالى وحكمته ومشيئته وقدرته، وذلك كله مما يبين شرف تلك الليلة وعظم شأنها. 4 تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة لأهل الإيمان كما قال تعالى:{ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَام هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (القدر4 .5) ولذا فهي ليلة مطمئنة تكثر فيها السلامة من العذاب والإعانة على طاعة الغفور التواب. 6- ما ثبت عن النبي أنه قال:(من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه ) البخاري , فهي ليلة تغفر فيها الذنوب، وتفتح فيها أبواب الخير، وتعظم الأجور، وتيسر الأمور. يتبع