كلّما تلتقي قيادات سياسية من مشارب مختلفة قومية وإسلامية ويساريّة كان النقاش ثريّا وعميقا من حيث بروز نقاط خلافيّة وتكثّف المعاني والدلالات السياسية والفكرية والإيديولوجيّة، ذلك حال هذا اللقاء الّذي جمع ممثلين عن 6 أحزاب سياسيّة. بدعم ومبادرة من المسرحي حمادي الوهايبي، نظمت شبكة تونس للحقوق والحريات والكرامة بالاشتراك مع المؤسسة العربية للديمقراطية يوم الخميس الفارط ندوة سياسية حول «إرادة الشعب والمجلس التأسيسي» على مدى أربع ساعات كاملة ، بنزل القصبة بالقيروان، وتم افتتاح الندوة من قبل رئيس شبكة تونس عبد الجليل الظاهري ثم تولى إدارة النقاش محسن مرزوق الأمين العام للمنظمة العربية للديمقراطية. في ما يلي حصاد مداخلات ممثلي الأحزاب: محمّد الكيلاني (الحزب الاشتراكي اليساري) أكّد أن من أخطاء الأحزاب السياسية التونسية انها لا تطلع على برامج بعضها البعض. وقال إنه لابد من فتح قنوات الحوار في ما بينها وعلى كل حزب ان يطرح برامجه للنقاش أمام المجتمع التونسي في مناظرات مشتركة. عبد الرزاق الهمامي (حزب العمل الوطني الديمقراطي) انتقد الحكومة المؤقتة وقدم نظرته حول الفرق بين الشعب والمجتمع، مقدما اجابات حزبه حول انتظارات الشعب التونسي من المجلس التأسيسي. كما انتقد قيادات حركة النهضة وازدواجية الخطاب لديها مقدما أمثلة تؤكد ذلك من وجهة نظره. علي العريض (حركة النهضة) أكد ان المجلس التأسيسي سيد نفسه وانه سيكون قيما على المجال السياسي مؤكدا ان حركة النهضة تأمل أن لا تكون المرحلة طويلة مرحبا بالحوار مع كل الأطراف السياسية الوفية لقضايا الشعب التونسي وقال ان هوية الشعب فوق كل الاعتبارات وان من يشكك فيها يستثني نفسه آليا. عبد الوهاب الهاني (المجد) انتقد الحكومة وهيئة بن عاشور بشدة متحدثا عن شرعية الفراغ وضرورة التوافق على مجمل القضايا الوطنية مقترحا فكرة الدستور المصغر للمرحلة الانتقالية. الصحبي البصلي (المستقبل) اعتبر ان الدستور التونسي لا مثيل له في العالم فلماذا نغيره؟ مؤكدا على ضرورة إجراء الاستفتاء على أهم مفاصل الدستور الجديد. علي اللافي (التحالف الوطني للسلم والنماء) أكّد على البعد الثقافي والاجتماعي للثورة التونسية وواقع النخبة وكيف تم اختراقها وتوظيفها في ظل نظام المخلوع داعيا اليساريين والقوميين والإسلاميين إلى معرفة بعضهم البعض وتقييم مساراتهم السياسية وبرامجهم كما بين برامج وخطط الثورة المضادة المتربصة بمسار ثورة 14 جانفي مقترحا لقاء دوريا بين الأحزاب السياسية التونسية مضيفا انه لابد من جدول أعمال واضح للمجلس التأسيسي حتى نهاية أشغاله.