والمتأمل في النشاط الثقافي خلال هذه الصائفة يجد ان عدد المهرجانات قد تقلص بشكل كبير في كل الولايات الا ان الساهرين على النشاط الثقافي بسليانة قد حاولوا الابقاء على أكبر عدد منها وقد وصل العدد الى 12 مهرجانا. وتعتبر ولاية سليانة من أهم الولايات التي حركت عجلة المهرجانات فكانت العروض متنوعة وملمة جامعة لكل الأذواق محاولة من المندوبية الثقافية ادخال الترفيه لأكثر عدد من السكان لتلك الربوع باعتبار ان المهرجانات هي المتنفس الوحيد خلال الصيف في ظل غياب أبسط الضروريات للترويح عن النفوس... وقد حضرت العروض المسرحية منها الناقدة ومنها الساخرة مثل مسرحية «بعد الشدة يجي الفرج» للنهديين رياض ولامين كما ان العروض الطربية لم تغب هذه الصائفة مثل عروض لسمية الحثروبي وغيرها. الفرق الملتزمة وجدت أرضية ملائمة هذه الصائفة للالتقاء بجماهير ولاية سليانة كما الشأن للعروض الشبابية منها أغاني الراب لوجدي مسكوت. ولمحاكاة التراث بولاية سليانة والتي تزخر به تلك الربوع وبعد أن كانت التهميش المتعمد فيما سبق او تعرضت للسطو الا انه هذه الصائفة قوبلت بالترحاب ونشطت عديد الفرق المحلية التي تغنت بتراث الشمال الغربي. ومن العروض الترفيهية الى تفعيل الثقافة فقد التأمت الندوات الفكرية في أكثر من مهرجان الى جانب الأمسيات الشعرية محاولة من المندوبية الثقافية للإلمام بجميع الأذواق وعدم طمس المواهب وقد كان لنا اتصال برجال الثقافة بتلك الجهة الذين أفادوا أن جلّ المهرجانات كانت ناجحة باعتبار تجاوب الجماهير التي واكبت العروض بأعداد غفيرة. بقي ان نشير الى ان المهرجانات شهدت بعض المآخذ لعل أبرزها وجود بعض المراسلين الصحفيين الذين كانوا يودون افشال العروض لغاية في نفس يعقوب حتى أن البعض نصّب نفسه كصحفي محترف والويل لمن لا يستجيب لطلباته المادية!