لم تجسم سيطرة الثوار على باب العزيزية نهائيا الصراع بين الكتائب والثوار الذين تبادلوا أمس مجددا اطلاق النار بينما واصل حلف الأطلسي بدوره أعمال القصف الجوي لمناطق بالعاصمة طرابلس. أفادت تقارير صحفية متطابقة ان اشتباكات عنيفة اندلعت منتصف نهار أمس في حي باب العزيزية حيث يوجد مقر العقيد الليبي الذي سيطر عليه الثوار أول أمس. وارتفعت سحابة كثيفة من الدخان من منطقة مجمع باب العزيزية حيث كانت تسمع أصوات اطلاق رشاشات خفيفة وثقيلة وانفجار قاذفات مضادة للدروع وقذائف الهاون. وكانت المعارك تمتد الى حي بوسليم المجاور الذي تراجع الثوار منه. مناورة وقال مقاتلون انهم يناورون بهدف مباغتة مقاتلي القذافي في الحي القريب من فندق ريكسون حيث يوجد نحو 30 صحافيا أجنبيا في حراسة رجال مسلحين منذ ثلاثة أيام. وقد خلت العديد من الطرق في وسط طرابلس بسبب انتشار عشرات القناصة الموالين للقذافي، وفق ما قال مقاتلون من الثوار. وقال قائد احدى المجموعات نوري محمد لوكالة الصحافة الفرنسية «هناك قناصة على المباني خارج مجمع العزيزية... انهم بالعشرات ولا نعرف أين يتمركزون». وسمع إطلاق نار متقطّع ودوي انفجارات طوال الليل تقريبا في طرابلس بعد أن سيطر الثوار بعد ظهر أول أمس على مقر القذافي في باب العزيزية. ودوّى انفجاران قويان ناجمان عن قصف جوّي على الأرجح في وقت مبكر من صباح أمس في طرابلس بينما كانت طائرة لحلف شمال الأطلسي تحلّق فوق العاصمة الليبية. وقدّر الثوار سقوط حوالي 400 قتيل والاف الجرحى في معركة السيطرة على طرابلس. أما خارج طرابلس فقد قال الثوار إنهم يحكمون قبضتهم على ميناء راس لانوف النفطي الاستراتيجي شرقي طرابلس. صراع محسوم.. تقريبا من جانبه اعتبر المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد أحمد باني أن سقوط منطقة باب العزيزية في طرابلس حسم الصراع تقريبا في ليبيا وكان ضربة في الصميم لنظام القذافي مشيرا إلى مفاوضات تجري في مدينة سرت بين مشايخ وأعيان المدينة وبين الثوار حقنا لدماء الطرفين. وقال «إن مدينة سبها تشهد منذ أربعة أيام قتالا شرسا بين المدينتين الأحرار وبين فلول الطاغية متوقعا قدرة الثوار على حسم السيطرة على المدينة. وحول الأوضاع في سرت قال باني إن أكثر من 80٪ من سكان المدينة يؤيدون ثورة 17 فيفري وأن سكان المدينة تعرضوا خلال الأشهر الستة الأخيرة إلى حكم بالحديد والنار أكثر من أي مدينة ليبية أخرى». وبعد سيطرتهم على باب العزيزية غنم ثائر ليبي قبعة عسكرية مزركشة كان يرتديها العقيد الليبي عثر عليها في غرفة نوم داخل مقر إقامته. وقال المقاتل الذي عرف نفسه باسم «الويندي» بينما كان يرتدي القبعة الشهيرة لتلفزيون «سكاي نيوز» البريطاني إنه كان بين عدد من مقاتلي الثوار الذين اقتحموا باب العزيزية في طرابلس واستولوا على أسلحة ومتعلقات القذافي مشيرا إلى أنه سيهدي هذه القبعة إلى والده.