تقبل العديد من العائلات التونسية على السفر لقضاء عطلة العيد في مختلف مدن الجمهورية باستعمال حافلات الشركة الوطنية للنقل بين المدن. ورغم الوعود التي يتلقاها الحرفاء بتحسين الخدمات فإن دار لقمان بقيت على حالها، «الشروق» حققت في الموضوع. عوّدتنا الشركة الوطنية للنقل بين المدن قبل كل مناسبة عيد باصدار البلاغات والتصريحات من قبيل «رحلات اضافية وتعزيز ومتابعة أسطول الحافلات بواسطة الأقمار الاصطناعية» وغيرها لكن الحرفاء لا يطلبون سوى توفير أبسط الظروف الملائمة للسفر وتحسين الخدمات وتجديد أسطول الحافلات. ففي كثير من السفرات تغيب المكيفات وتتعطب أجهزة التلفاز وتكون الكراسي داخل الحافلة في حالة يُرثى لها ويتم تخصيص هذه الحافلات لقطع مسافات طويلة تتجاوز 500 كلم. وفي أحيان أخرى تجد الحافلة يقودها سائق وحيد دون مساعد وفي ذلك خطر على سلامة المسافرين. من عيون الشركة الوطنية للنقل بين المدن كذلك تجاهلها توفير الراحة للحرفاء من ذلك تشبثها بانزال الركاب وسط الرحلة بالتحديد بعد كل ساعتين من السفر بمحلات تجارية وفضاءات لا تتوفر فيها شروط الصحة إذ تتعطب دورات الماء داخلها وتكثر الأوساخ الى حد أن بعض الحرفاء بات يعزف عن النزول ويفضّل البقاء في الحافلة. ويطالب الحرفاء من الشركة الوطنية للنقل بين المدن بصيانة الحافلات وتجهيزها بالوسائل الضرورية التي من شأنها أن تخفف وطأة طول السفرة وتجعل الراكب يسافر في ظروف اكثر رفاهة أو التخفيض من سعر التذاكر التي قد تتجاوز مبلغ 30 دينارا في بعض السفرات الطويلة لأنه من غير المعقول أن يتم دفع الاول الى خدمات مثل التكيف وغيرها في حين أن المسافر محروم منها . كما أن العطب الذي يلحق الحافلات جرّاء تقادمها وعدم صيانتها يدفع فاتورته الحرفاء باهظا ففي بعض الاحيان يعجزون عن الالتحاق بمقرات عملهم أو المواعيد الطبية وتتضرر مصالحهم وعلى الشركة أن تتحمّل مسؤوليتها كاملة وتسعى الى التعويض للمتضررين وتعالج عيوبها الكثيرة.