رغم الصعوبات التي تواجهها في عملها الميداني تضطلع مصلحة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بالقيروان بدور بارز في التصدي للتجاوزات الصحية وقامت ب1700 زيارة وحجزت كميات كبيرة من المواد المشبوهة. منذ بداية شهر رمضان قامت المصلحة الجهوية لحفظ الصحة بالقيروان ب1689 زيارة ميدانية لمراقبة المحلات التجارية (المرخص لها) والمواد الاستهلاكية المعروضة في السوق. وقامت بأخذ عينات من المواد التي يشتبه انها مخالفة للشروط الصحية. حيث تم رفع 363 عينة من أجل تحليلها. كما تم تحرير 14 محضر مخالفة وإنذار بالاشتراك مع إدارة التجارة بالجهة. وقد نفذت مصلحة حفظ الصحة دوريات مشتركة مع البلدية والمراقبة الاقتصادية من اجل مكافحة المواد الاستهلاكية المخالفة للشروط الصحية. وخصوصا مواد استهلاكية مجهولة المصدر من مياه معدنية (أجنبية) ومشروبات غازية ومشتقات الحليب إلى جانب التدخل من اجل حماية الأطفال من الألعاب النارية الخطرة وخصوصا «الفوشيك». إلى جانب تدخلات ميدانية في المناطق الريفية من اجل توعية المواطنين بشروط حفظ الصحة عند استهلاكهم المياه التي يتم جلبها وخزنها بشكل غير صحي. مياه معدنية مجهولة وحول تدخلات مصلحة حفظ الصحة بالقيروان أوضح الدكتور طارق البرهومي رئيس لمصلحة ان هناك عديد المشاكل والصعوبات في حفظ الصحة من عدة جوانب مشيرا إلى وجود وضع صحي حرج وخصوصا بالنسبة لاستهلاك المياه. وبخصوص مراقبة الأسواق اكد البرهومي وجود مواد استهلاكية دخيلة في السوق حيث لم يعد الامر يقتصر على اللعب والمشروبات الغازية والعصائر، بل وصل الحد إلى درجة عرض علب من المياه المعدنية مجهولة المصدر (حمامات تبسة) ومواد حساسة من مشتقات الحليب وهي إلى جانب كونها مجهولة المصدر فانها تعرض بشكل غير صحي (تحت اشعة الشمس). مطلقا صيحة فزع ونداء تحذير إزاء هذه المواد التي تشكل خطرا على صحة المستهلك داعيا المواطن إلى اليقظة والانتباه. وبين رئيس المصلحة ان فريق المراقبة الصحية تدخل في أكثر من مناسبة مشيرا إلى انه خلافا لما نشر سابقا في «الشروق» حول غياب المراقبة الصحية مؤكدا ان المصلحة أخذت عينات من تلك المواد من اجل تحليلها كما حجزت كميات كبيرة منها وحررت عديد المحاضر. وبين البرهومي ان التحاليل الطبية التي أجريت على المواد مجهولة المصدر التي تعرض في الأسواق وجود ملونات ومواد تجعل المادة المستهلكة غير صحية مؤكدا ان بعض الملونات المستعملة هي ممنوعة حسب منشور وزارة التجارة مؤكدا أنها مواد مسرطنة. المواطن المراقب ودعا الدكتور البرهومي المواطن إلى التحري في استهلاك تلك المواد وبين انه في ظل هذه الظروف التي تعجز فيها مصالح البلدية والمراقبة الاقتصادية عن التصدي لتلك المواد الخطرة، فانه يعول على وعي المواطن ويقظته في تجنب اقتناء ما من شانه الإضرار بصحته حتى وان كان اقل سعرا من المواد المعتمدة والمراقبة من حيث الإنتاج ومسالك التوزيع. وبين انه تم كذلك حجز عديد المواد الغذائية التي تنشط عرضا مع اقتراب العيد. حيث تم حجز 704 كيلوغرامات من اللوز المرحي كانت معروضة بشكل غير صحي. ودعا المواطن إلى ضرورة اقتناء حلويات العيد من مسالك معروفة وصحية. وبخصوص الألعاب التي تعرض في الأسواق وخصوصا الألعاب النارية قال البرهومي بداية ان السوق الموازية ليست مجال عمل لجنة الصحة، مبينا انه عادة يتم تكوين لجنة للتصدي لمخاطر الألعاب الخطرة مشيرا إلى تفشي ظاهرة «الفوشيك». التصدي لأمراض مائية المنشإ من جهة ثانية وفي مجال تدخل لجنة حفظ الصحة في الأرياف بين الدكتور البرهومي ان هناك مشاكل صحية كبيرة يواجهها سكان المناطق الريفية. ذلك انهم يتزودون بمياه الشرب من أماكن بعيدو ويخزنونها في حاويات واوان بشكل غير صحي وذلك نتيجة تخريب شبكات المياه واقامة شبكات جديدة ومنها ما هو تابع لشركات المياه المعدنية. وهو ما ادى حسب قوله إلى وجود اضطراب في مادة الكلور الراسب الذي يحفظ المياه من الجراثيم. وقال انه يجب ان يتوفر بكمية 0.3 مغ في اللتر الواحد. وقال ان الجراثيم الناتجة عن استهلاك مواد غير محفوظة ولا مراقبة ينتج عنه الإصابة بأمراض «مائية المنشإ» والتي تؤدي إلى تعفنات وجريان الجوف ويمكن ان تؤدي إلى الإصابة بالكوليرا او «التيفويد». وعبر عن خشيته من تفاقم الوضع في صورة عدم التدخل وحل المشكل. وفي هذا الإطار وضعت مصلحة حفظ الصحة، منظومة تدخل للتصدي لهذا الوضع الحرج. وتم الاتصال بالمواطنين بين منازلهم والقيام بحصص تثقيفية من اجل دعوة المواطنين إلى وضع كميات من الجافال في مياه الشرب مهما كان مصدرها (ملعقة قهوة من الجافال في 20 لتر). وتم تقديم مادة الجافال كهدية من خلال مجهود خاص لإحدى الشركات المتبرعة وذلك بسبب عدم تواجد مادة الجافال بدكاكين التجارة بالأرياف. انتباه المواطن وفي هذا الإطار طالب البرهومي، بتدخل المصالح المعنية من اجل تزويد المواطنين بالماء الصالح للشرب وفق الآليات السليمة ومراجعة وإعادة هيكلة الجمعيات لضمان عدم انقطاع الماء وقال ان «الصوناد» تؤدي واجبها على الوجه الأكمل من حيث المحافظ على التزود والمتابعة الصحية. وختم البرهومي بالقول انه تم تركيز خلايا يقظة بمراكز الصحة الأساسية بالأرياف للإعلام حول التطورات غير العادية المحتملة لجرثومة الماء ودعا المواطن إلى الحرص على سلامته وسلامة محيطه من خلال عمليات بسيطة من اجل المحافظة على صحته وصحة أبنائه من المخاطر.