يعمد بعض المواطنين الى استهلاك مياه شرب ملوثة وغير مراقبة بطريقة صحية وتكثر هذه الظاهرة خاصة بالمناطق الداخلية وفي الأرياف حيث تبرز «المواجل» والخزّانات والآبار ومختلف نقاط المياه غير المراقبة. ويبرّر بعض المواطنين سبب الالتجاء الى استعمال هذه المصادر للتزوّد بالماء بالافتقار للماء الصالح للشرب وغياب شبكات المياه والحنفيات. في حين يفسّر البعض الآخر ان اعتمادهم على المواجل و«الفساقي» مردّه عذوبتها في حين ان ماء الحنفيات بلا مذاق ولا طعم ويحتوي على نسبة كبيرة من الكلور. ولكن الاخصائيين يحذّرون من ان الاعتماد على مصادر مياه غير مراقبة خاصة للشرب يؤدي الى الاصابة بعدة أمراض ومن أكثر الامراض المنقولة عبر المياه التهاب الكبد الفيروسي وبعض أمراض الكلى والأخطار الجرثومية وفي بعض الأحيان الإسهال والكوليرا. وفي إطار الوقاية من الأمراض المنقولة بواسطة المياه تقوم المصالح المختصة التابعة لإدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بتنفيذ خطة وطنية لمراقبة مياه الشرب بالوسطين الحضري والريفي وتتمثل عمليات المراقبة في تقييم مدى نجاعة عمليات التطهير (قيس، فائض الكلور) والتثبت من النوعية البكتريولوجية والفيزيو كيميائية والقيام ببحوث صحية حول نقاط المياه (الخزّانات ، المواجل، الآبار، العيون...) وأسفرت نتائج المراقبة الصحية لمياه الشرب خلال سنة 2010 على تسجيل حوالي 180 ألف عملية قيس فائض الكلور وإجراء حوالي 25 ألف تحليل مخبري. كما تعمل الهياكل المسؤولة الى جانب المراقبة الصحية على توعية السكان في الوسط الريفي وتحسيسهم بخطورة ما يمكن ان تخلفه عملية استهلاك المياه الملوّثة على صحتهم وعلى اقتصاد المجموعة الوطنية لما ينجرّ عن هذه الأمراض من مصاريف ثقيلة على الميزانية وحثّهم على التزوّد بالمياه من أفضل الموارد الممكنة وضمان تطهيرها بصفة دائمة ويتم القضاء على الفيروسات والطفيليات والجراثيم في المياه بالحفاظ على تركيز الكلور لفترة زمنية محددة وفي درجة حرارة وحموضة معيّنة وجرعة الكلور المطلوبة للتطهير تختلف حسب خصائص مصدر المياه.