تمثل الأسواق الأسبوعية المنتشرة بكامل أنحاء الجمهورية في المدن و القرى و الأرياف مرفقا إقتصاديا هاما يساهم في تنشيط الحركة الإقتصادية داخل البلاد ويتيح الفرصة لآلاف العائلات أن تقتني حاجياتها بأثمان أقل مما هو عليه في الأسواق اليومية أو الفضاءات التجارية العامة . ولكن بقدر ما شهدت هذه الأسواق تطورا من حيث التهيئة خاصة منها المتمركزة بالمدن الكبرى على غرار إقليمتونس الكبرى أو في مراكز الولايات ... فإن الأسواق الأسبوعية المتواجدة بالأرياف لا تزال تشكو من عدة نقائص على التهيئة وكذلك المراقبة للبضائع و السلع التي يتم ترويجها . أسواق غير مهيأة لا تزال عديد الأسواق الأسبوعية غير مهيأة تنشط بمواقع أقل ما يقال فيها أنها مزرية فهي تتحول إلى طباع وبرك مياه شتاء و غبار متطاير بسبب كثافة الحركة صيفا وتنتشر هذه الأسواق بالخصوص خارج المناطق الحضرية بالقرى و الأرياف و المعلوم أن هذا الصنف من الأسواق محل إشراف المجالس الجهوية في ما تخف مثلا هذه المظاهر السلبية في الأسواق التي تشرف عليها البلديات بما أن جلها خضع للتهيئة بعد ترسيم العقار لدى مصالح الملكية العقارية وهناك من البلديات من قامت بتخصيص أو إقتناء عقارات لمثل هذا النوع من المشاريع الإقتصادية في ما لم تول بعض البلديات إهتماما كبيرا لهذا الجانب ، كما تعاني الاسواق الأسبوعية الكائنة بالأرياف و القرى ولكونها مرجع نظر المجالس الجهوية من مظاهر مزرية في غياب الرقابة . سلع مبعثرة المتجول في بعض الأسواق الأسبوعية تشده حالة الفوضى التي عليها السلع المبعثرة في غياب مسؤولين على التنظيم ، فكما هو معلوم تنشط هذه الأسواق في إطار " لزمة " بالمزاد العلني فلا هم للمستلزم إلا ربح المال ولا تهمه الحالة التي عليها السوق فتجد السلع مبعثرة ولا فصل بين أصناف السلع فمثلا تجد الخضر بجانب الملابس الجاهزة و الفريب و بيع الخردة ... وحتى المواد الغذائية السريعة التعفن ... مواد إستهلاكية خطيرة على صحة المستهلك نقطة إستفهام كبرى ترافق كل مستهلك واع عندما يشاهد مواد استهلاكية معروضة للبيع هكذا ملقاة في الشمس وعرضة لجميع العوامل الطبيعية مثل مادة التن و الشكلاطة و الحلويات بأنواعها و الأكلات الخفيفة التي يتم إعدادها على عين المكان في غياب أبسط شروط حفظ الصحة وعن البائع فحدث ولا حرج فالأوساخ تكسو كامل جسده من رأسه إلى أخمس قدميه ورغم ذلك فما يبيعه محل قبول من طرف رواد السوق من باعة وحرفاء يقبلون على تلك المعروضات و يستهلكونها بكل نهم . و بالإضافة إلى المواد الغذائية التي أتينا على ذكر البعض منها فإن مواد التنظيف هي الأخرى تعرض وتروج بكثرة في الأسواق الأسبوعية وجلها تحتوي على تركيبة مغشوشة لا تتوفر فيها الشروط الصحية من نوع الجافال و الأومو و الصابون التي تضر بالبشرة و جلدة اليد وهو ما يعاني منه ربات البيوت الأكثر تعاملا مع مواد التنظيف طيلة اليوم . أسماك تروج في ظروف غير صحية ظاهرة برزت كثيرا في السنوات الأخيرة مع تطور تقنيات التبريد و كثرة السيارات المجهزة و المعدة لنقل الأسماك على مسافات بعيدة نسبيا ، هذه السيارات أصبحت تجوب الأسواق الأسبوعية وخاصة الريفية منها وتقوم بترويج الأسماك و أمام النقص في المراقبة الصحية من طرف المصالح المعنية لتلك الأسماك المعروضة للبيع ولنا عدة أمثلة في ذلك لأسواق زرناها أكثر من مناسبة ووقفنا على الحالة المزرية التي تروج فيها الأسماك فهي في الهواء الطلق عرضة لمخاطر التعفن بفعل حرارة الشمس و الغبار المتطاير داخل الأسواق الغير مهيأة . تكثيف المراقبة لحماية المستهلك أينما كان موقعه إن أسواقنا الأسبوعية في حاجة إلى مراقبة مكثفة فهي تعج بالمخالفات التجارية و الصحية ولا بد من فتح ملفها و تعميق الدراسة حول وضعيتها للتحسين والتطوير حتى تؤدي دورها الإقتصادي و التجاري وحتى الإجتماعي بما أنها توفر عديد مواطن الشغل في كنف إحترام القانون و من أجل مقاومة تلك المظاهر السلبية خاصة في ما يتعلق بالمواد الإستهلاكية التي أتينا على البعض منها كما لا بد على المواطن أن يساهم في الإرتقاء بوعيه الإستهلاكي و وعي الذين حوله من أبنائه و أصدقائه من أجل بلوغ درجة الوعي الجماعي و الحفاظ على الصحة و السلامة للجميع .