في إنتظار تهيئة الفضاء الكائن بشارع قرطاج ونهج اليونان بالعاصمة لإيواء المنتصبين الفوضويين، تتجه النية خلال هذه الأيام إلى المنع التام للإنتصاب التجاري الفوضوي بالعاصمة وتمكين الباعة المتجولين بصفة وقتية من فضاءين معروفين وسط العاصمة للإنتصاب. علمت «الشروق» في هذا الصدد من مصادر مطلعة أن مسألة الانتصاب الفوضوي أصبحت بالفعل شغلا شاغلا للسلط الجهوية والمحلية بالعاصمة حيث ينكب مسؤولو ولاية وبلدية تونس ومعتمدية باب بحر يوميا على دراسة هذا الملف قصد إيجاد الحلول التي ترضي مختلف الأطراف..إذ لا يخفى على أحد أن موضوع الانتصاب الفوضوي له صبغة إجتماعية بما أنه يضع في الميزان موارد رزق المئات من التونسيين...لكن في الآن نفسه توجد ضوابط وقوانين لابدّ من إحترامها حتى لا يتحول الأمر إلى فوضى تقلق مصالح وراحة التجار القارين والسكان وزوار العاصمة وتؤثر على جمالية المدينة وتغرقها في الأوساخ وفي الضجيج وتؤثر أيضا على الضوابط الأخلاقية (كلام بذيء تحرّش..) على غرار ما لوحظ خلال الأيام والليالي الأخيرة من شهر رمضان وخاصة ليلة العيد. فضاء ب 3 طوابق أكدت مصادرنا أن النية أصبحت متجهة بشكل نهائي وبات نحو تهيئة فضاء مهجور كان في السابق تابعا للشركة التونسية للتوزيع (STD) وهو الآن على ملك المجلس الجهوي لولاية تونس ويقع بين شارع قرطاج ونهج اليونان (بين البالماريون وساحة برشلونة) وتبلغ مساحة هذا الفضاء حوالي 2800 متر مربع... وفي ظل إختلاف وجهات النظر بين السلط الجهوية والمحلية من جهة والباعة المنتصبين من جهة أخرى حول طاقة استيعاب هذا الفضاء (السلط تقول إنها 1000 منتصب والتجار المعنيين يقولون إ نها لا تتعدى 300 أو 400 منتصب) تقرر أن يكون هذا الفضاء متكونا من 3 طوابق عوضا عن الاعتماد فقط على الطابق السفلي وذلك لإستيعاب أكثر من 1000 منتصب إلى جانب استيعاب مقر للحماية المدنية ومركز للأمن خاصين بالفضاء. 2.2 مليار عندما قررت ولاية تونس تهيئة الطابق السفلي للفضاء المذكور، رصدت له إعتمادات بقيمة 260 ألف دينار، غير أنه بعد أن تقرر أن يكون الفضاء ب 3 طوابق إرتفعت التكاليف حتما وفي هذا الصدد علمنا أن وزارة التنمية الجهوية دخلت على الخط على ما يبدو وقد تكون رصدت إعتمادا ماليا هاما ب 2.2 مليون دينار (مليارين و 200 مليون من المليمات) للمساهمة في تهيئة الطوابق الثلاثة لهذا الفضاء وصرح مصدر مسؤول ل«الشروق» أن المشروع سيكون «ثوريا» بأتم معنى الكلمة لأنه سيقضي نهائيا على ظاهرة الانتصاب الفوضوي بالعاصمة وسيكون قادرا على استيعاب أكثر من 1000 منتصب. وقد تتطلب مدة إنجاز الفضاء بضعة أشهر بما في ذلك فترة إنجاز الدراسات وطلبات العروض وإختيار المقاول (أو المقاولين) المكلف بأعمال البناء.