ارتكب الجيش الأمريكي في العراق عام 2006 مجزرة مروعة في بلدة الاسحاقي وظلت طي الكتمان إلى أن نشر موقع «ويكيليكس» الشهير وثائق ديبلوماسية أمريكية سرية تشير الى قيام وحدة من الجيش بإعدام مدنيين عراقيين بينهم أطفال بدم بارد. وذكرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية أمس نقلا عن موقع «ويكيليكس» أن عشرة مدنيين عراقيين بينهم خمسة أطفال وامرأة مسنة أعدموا في بلدة الإسحاقي، قبل أن تأمر الكتيبة العسكرية الأمريكية بشن غارة جوية لتدمير المنزل الذي قتل فيه جنودها المدنيين العراقيين. وتشير الوثائق السرية بحسب المصدر ذاته إلى أن فيليب ألستون مقرر الأممالمتحدة المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أو الإعدام التعسفي «أثار القضية في رسائل وجهها إلى المسؤولين الأمريكيين وتحدى فيها روايتهم عن الحادث من دون أن يتلقى أي رد. وذكر ألستون في رسالته أن عمليات تشريح جثث المدنيين العراقيين العشرة التي أُجريت بمدينة تكريت المجاورة أظهرت أن الضحايا تم تكبيل أيديهم وقتلهم بعيارات نارية في الرأس، وكانت بينهم إمرأة في السبعين من العمر وطفل عمره خمسة أشهر وقال «إن محطات التلفزيون العراقية بثت صورا عن مكان الحادث، وعرضت جثث خمسة أطفال وأربع نساء بمشرحة تكريت، حيث كشف تشريح الجثث أن جميع الضحايا قُتلوا برصاص بالرأس بعد تكبيل أيديهم». وأشارت صحيفة «الاندبندنت» في توضيح لها إلى أن الجيش الأمريكي زعم أن جنوده اعتقلوا عضوا بتنظيم القاعدة بغرفة في الطابق الأول من المنزل بعد قتال شرس أدى إلى تدمير المنزل واعترف بمقتل خمسة أشخاص فيه، قبل أن يقر في وقت لاحق أن عدد القتلى كان ضعف ذلك. وأبلغ ألستون الصحيفة البريطانية أن الولاياتالمتحدة «تجنبت بإصرار الرد على رسائله.. وأن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لا يفعل شيئا لمتابعة الدول حين تتجاهل القضايا المثارة معها.