تنكشف بشكل يومي أعمال تهريب او إهمال او سرقة للتحف الأثرية. وهو ما يشير الى وجود اياد عابثة لا تقدر قيمة التراث وتتاجر فيه. اما المسؤولون عن المحافظة عليهم فانهم بين الغفلة والتورط يترددون. وقد تواصل التحقيق في ملفات سرقة وتهريب آثار من القيروان. عثر عامل بالآثار على وجه الصدفة مؤخرا على سبع (7) قطع أثرية متمثلة في مدافع عتيقة تعود الى العهد العثماني وهي مطمورة في التراب بشكل عمودي. وقد كان التراب يغطي الجزء الأسفل منها والجزء العلوي ظاهر للعيان. وذلك وسط مقبرة للجالية المسيحية بالقيروان. وكان من بين القطع مدفع خاص بالولي الصالح عمر عبادة بالقيروان والذي تميزه النقوش المنحوتة عليه مجسمة آيات قرآنية وكتابات مبهمة. العامل دلنا على مكان المدافع فتحولنا الى معاينتها وتصويرها على عين المكان، بمقبرة تعرف ب«مقبرة كوستا» المخصصة للجالية المسيحية بالقيروان. وهي تعاني بدورها من إهمال شديد بلغ حد العبث بالمقابر وإحراقها واقتلاع أجزاء منها من قبل اللصوص بحثا عن الكنوز وسلبا للوحات الرخام المميز. وبين عامل الآثار (55 سنة) انه عثر على المدافع صدفة أثناء مروره بالمقبرة التي هدم جزء من سورها وخلع بابها. وأضاف انه تعجب لوجود هذه المدافع في هذا المكان كأنها مدفونة. والحال ان مكانها الطبيعي هي الصيانة والاستثمار السياحي ووضعها في فضاء يجلب السياح. وبين انه تعرف الى مدفع «عمر عبادة» وقال انه يتذكره منذ كان في الخامسة عشرة من عمره. إهمال التراث والمقبرة ولا يعرف تحديدا سبب وجود هذه المدافع بالمقبرة مع الأموات مهملة تماما مثل المقبرة ولا يعرف سبب عدم نقلها وعدم صيانتها وتوظيفها ضمن القطع الأثرية. وقد حاولنا الاتصال بالمسؤول الأول عن التراث بالقيروان لكن لا حياة لمن تنادي. وهو ما يجعل الأسئلة معلقة حول سبب وجود المدافع في المقبرة وسر وجودها بهذا العدد (7) وعلاقتها بالمقبرة. علما ان مدفع عمر عبادة تم مؤخرا دهنه باللون الأصفر كان احد يريد ان يتم التعرف عليه بيسر لغاية ما. فهل سيتم رفع هذه المدافع وهل سيتم صيانة وحفظ المقبرة. والى متى سيظل تراث عاصمة الأغالبة مهملا أو عرضة للنهب والسلب.