«امبراطور الكوميديا» لقب كان نتاج مسيرة من خلال أصعب الفنون حاز خلالها على قاعدة جماهيرية لقبته ب«فنان الشعب» لصدق أدائه والإجماع على ابداعه فشكل ولازال أسطورة الفن الكوميدي، هذا هو لمين النهدي اسم برتبة لقب وممثل برتبة مبدع. التقته «الشروق» في سوسة بعد احدى عروضه بعمل متنوع شدّ المتفرج وكان شهادة في الأداء «بعد الشدة يجي الفرج» والذي كان تحديا لغياب حتمته ظروف صحية فاجأت الجميع ،في حواركان لمين كعادته وفيا لصراحته ولخفة ظله بعيدا عن عقدة الشهرة وزيف النجاح في حوار مثير وطريف هذه تفاصيله : إلى جانب عروضك المسرحية في شهر رمضان هل تابعت الأعمال الكوميدية التونسية التلفزية ؟ «ولاّهي ولّيت موش خايف خاطرني عمري ما نخاف» ولكني أصبحت أتجنب ابداء رأيي رغم أن الواقع دائما يؤكده وبان بالكاشف الآن أن كل من نقدته إلا وكان نقدي صحيحا في مكانه وأنا عادة أبدي رأيي بكل موضوعية دون خلفيات بغاية البناء لا الهدم، وبالنسبة إلى رمضان هذه السنة أقول «خير من بلاش» وساعات بلاش خير»(يضحك) الكل ركبوا القطار وهو يسير وكل الإنتاجات لازمها الخوف والإرتباك حتى في المجال السينمائي فالوقت المخصص لأعمال هذه السنة كان غير كاف بالمرة خاصة أن العديد يريدون العمل في التلفزة والسينما وهذا غير ممكن، فالإجماع حاصل على أن الأعمال التلفزية هذه السنة دون المتوسط في وقت كانت فترة ما بعد الثورة تتطلّب تقديم أعمال كبيرة وفي المستوى وأعتقد أنه لابد من التحضير من الآن للسنة المقبلة إذا تمت المحافظة على قاعدة تقديم الأعمال في رمضان والتي أنا ضدها لأني من الذين ينادون بالإنتاج على مدار السنة لمَ لا نشاهد أعمالا جديدة في الشتاء فبالعكس نسبة المشاهدة شتاء تكون أرفع ونخاف لو نرجع في الشتاء لنعيد «تجمير البايت» بما فيها أعمالي. كيف تفسر الآراء التي تعتبر أن مسلسل «نسيبتي العزيزة» عملا ناجحا خاصة أنك كنت موجودا من خلال شخصية «الفاهم» والتي تقترب في أدائها أيضا إلى شخصية محمد العربي السوري الذي صاحبك في فيلم «فردة ولقات أختها»؟ (يضحك بقوة) قلت للفاهم «انك وليد باهي» ولكن ما يضحكني حقا أنه عمل عشر سنوات مع الجعايبي و بعد «عْمَلْ لمين النهدي» (يواصل الضحك) عمل «فردة ولقات اختها» باهي على كل أعني أن المرجع صحيح ولكن يجب أن يطوّر عمله حتى يتجاوز محمد العربي السوري وحتى لايبقى ظلاّ وخيالا له وأنا متأكّد من أنه قادر على التطوّر، والشيء الضعيف في مسلسل «نسيبتي العزيزة» هو أن كل الممثلين يبحثون عن الإضحاك لم نفهم مع من نضحك حيث أصبحت فوضى أفقدتنا الضحكة، فقاعدة الضحك واضحة فكان من المفروض التركيز على شخصية أو إثنين لا غير ففي كل الأعمال الكوميدية المشهورة تجد شخصية أو اثنين مركزيتين و البقية ثانوية. متى سيشاهد الجمهور لمين من جديد في أعمال تلفزية ؟ أعتقد الآن بعد الثورة قد أصبحت الظروف مناسبة فالذي جعلني أهجر التلفزة هو الحصار المضروب علي و المراقبة الدائمة والدقيقة لكل ما انوي قوله فأنا أتنفس برئة واحدة في التلفزة فأحيانا أصبح لا أتذكر عملي بعد أن يقع بثه جراء المقصّ فقد كانت هناك لجان خاصة بمراقبة أعمالي من حيث الكلمة والحركة وغيرها فكانوا بالمرصاد للمين النهدي وأرجو الآن أن تكون قد تغيرت الأمور فعلا ويغيب المقصّ والذي تحدثت عنه منذ سنوات و أن تلغى جميع القيود حتى أعمل في أريحية وحرية وإني بصدد كتابة سلسلة تلفزية ليس لي أي احتراز على تقديمها في أي قناة تونسية المهم بالنسبة لي الحرية فكل قناة تنوي أن أعمل معها يجب أن توفرلي الظروف المناسبة للعمل و الفريق التقني الذي لا يحسب في الوقت ولا يتذمر وله نفس طويل ، فهاجسي ليس ماديا. هل من الممكن الكشف عن بعض تفاصيل هذا العمل الجديد؟ هي سلسلة كوميدية بعنوان «المفتش خليفة» حلقاتها الخمس الأولى جاهزة وبصدد كتابة البقية ، سأجسم فيها شخصية المفتش خليفة ومساعدي رياض و وليد النهدي نأمل أن نجد الإمكانات والراحة فلا ننتظر الثراء من التلفزة ولكن العمل في إطار احترافي لاغيروهنا يكمن سر النجاح لأن العمل الكوميدي يتطلب ظروفا خاصة وجب توفرها. 5 – متى سيكون رجوعك المسرحي ؟ بعد أن أتعافى صحيا كما ينبغي لأني قمت بإعادة كل الكشوفات والتحاليل حيث أتممت الفترة الثالثة من المراقبة وبعد اسشارة الأطباء نصحوني بالرجوع إلى العمل المسرحي بعد ستة أشهر تجنبا لكل مضاعفات ممكن أن تحصل والنص المسرحي جاهز سيكون من الوزن الثقيل سيفاجئ الجمهور حتما لأني سأظهر في شخصية جديدة بحكم أنني دائما أبحث عن التجديد والتغيير والتطوير مثلما تعود بي الجمهور ففي كل عمل قمت به كنت مغايرا ومختلفا «باش ما نحفاش» وحتى لا يقلق مني الجمهور فنجاح أربعين سنة من العمل لم يكن من فراغ وليس من السهل أن أبقى مثلما قال توفيق الغربي «شادد الشباك»(يضحك) لأن توفيق دائما يقول «لمين لنهدي رجل الشباك الأوّل و أنا الثاني» فوراء كل ذلك عمل ومجهود وتفكير متواصل . ما هو عنوان مسرحيتك الجديدة ؟ لم أحدّده بعد.