تونس الصباح تحدث الممثل الكوميدي لمين النهدي عن مشاريعه الجديدة بحماس ووصف بعضها بالفرص الذهبية التي عليه أن يستغلها ليحافظ على مكانته وشعبيته بين الناس، إذ يخوض قريبًا تجربة سينمائية جديدة مع إبراهيم لطيف، ويعكف على وضع اللمسات الأخيرة على عمل مسرحي يقول إنه «حقيقي» هذه المرة ولن يتأجل أكثر كما حدث مع مسرحية «يصير ع الرجال» التي تحدث عنها لسنتين متتاليتين، ولم نر لها أثرًا! لمين النهدي مكتظ دائمًا بالحكايات الجميلة التي أسرّ بالبعض منها ل«الصباح» في الحوار التالي: بعد بطولة بارزة في «ًفردة ولقات أختها» ومشاركة أساسية في «عرب»، هل يعود لمين النهدي بعد ما يزيد عن العقدين ليقدم دور مفتش شرطة في «فلوس أكاديمي»؟ المفتش «سي الهادي» شخصية رئيسية وفاعلة في فيلم «فلوس أكاديمي» لإبراهيم لطيف الذي ينطلق تصويره في شهر فيفري المقبل. أقدم هذا الدور بحماس لأنه ثري، وقد أعجبني منذ الوهلة الأولى وأنا أقرأ السيناريو. الواضح أن إبراهيم لطيف كتبه خصيصًا للمين النهدي، وهو ما أكده لي فيما بعد.. أدركت حينها أنه دور سيضيف لمسيرتي وللأدوار التي قدمتها في السينما. لن يغادر هذا الدور فضاء الكوميديا أليس كذلك؟ هو مزيج من الكوميديا وبعض المواقف التراجيدية المؤثرة أيضًا.. في الواقع هو دور مغر لممثل مثلي «جرّب» جل الأنماط والألوان في التمثيل. لمين النهدي برز في الأدوار الكوميدية، كما برز في الأدوار التراجيدية، ويسعدني بعد كل هذه التجارب أن أقدم «سي الهادي» في «فلوس أكاديمي» للمخرج إبراهيم لطيف. لا رقابة إلا الذاتية لم تعد السينما تعاني من مقص الرقابة وهي تستعرض شخصية الشرطي.. فما الإضافة التي سيحملها دورك هنا؟ ستشاهدون طرحًا جريئًا، ليس غريبًا على لمين النهدي ويدعم الخطوات الجادة لمخرج هذا العمل، والتي انطلقت في «فيزا» وتدعمت بتقديم شخصية الوزير في «7 شارع الحبيب بورقيبة». عمومًا، يمكن الإقرار بتطور تجربة السينمائيين التونسيين في هذا المجال. فالرقابة هي رقابة ذاتية لا غير وقد تحرم البعض من فعل الإبداع الحر. ولكن على أرض الواقع، لا وجود لرقابة خارجية على الفيلم. وما يقال غير صحيح بالمرة، لأن ابني محمّد علي النهدي قدم صورة جريئة لمركز الشرطة ولبعض النماذج من المفتشين في فيلمه القصير «مشروع» ولم يمنعه أحد من التعبير. وهذه حقيقة وجب الإقرار بوجودها... تحدث عنك إبراهيم لطيف قائلاً إنك لم تناقش موضوع «الفلوس» و«الكاشي» منذ انطلاق التحضير لهذه التجربة السينمائية، فهل أصبح المال ثانويًا بالنسبة إليك؟ (يضحك).. أعترف أنه كذلك بالنسبة إليّ في هذه المرحلة من مسيرتي كفنان. كنت أوازن بين التفكير في المال والتفكير في قيمة المضمون الذي سأقدمه للناس. أما اليوم فأصبحت أبحث عن المضمون وأسعى جاهدًا لإيجاد سبل ظهور مشرف ومضيف لمسيرتي.. فكرة فيلم «فلوس أكاديمي» مغرية جدًا، ولأنها كذلك، فلم أخض حتى هذه اللحظة في مسألة «الكاشي» مع الجهة المنتجة. رفضت سابقًا المشاركة في فيلم «قوايل الرمان» لمحمود بن محمود، وتعللت بمسألة «الكاشي». ولكن الحقيقة أنني لم أكن راضيًا عن مضمون العمل ولم أتوقع له النجاح... كيف وافقت على المشاركة ولست البطل المطلق في العمل، فإلى جانبك هشام رستم الذي مثل في «قوايل الرمان» وكمال التواتي؟ لا يزعجني ذلك.. بل على العكس، أنا سعيد بتواجدهم معي في العمل نفسه، وتمنيت لو أن منى نور الدين وسعاد محاسن ورؤوف بن عمر كانوا أيضًا في الفيلم (يضحك). في انتظار الدعم ما الذي عرقل مشروعك المسرحي «يصير ع الرجال» (أو «هز ساق تغرق الأخرى»)، بعد أن انطلقت فعليًا في التحضير له؟ «الفلوس»... فقد كان على الإدارة السابقة لوزارة الثقافة أن توافق على دعم العمل وتمويله بعد أن تحملت كل تكاليف إنتاجه في البداية. كان معي 32 ممثلاً على الركح و«تعبت» لأني وجدت نفسي غير قادر على العطاء وحدي دون تدخل وزاري. وهل تكفلت بالإخراج كذلك في هذه المسرحية؟ فعلاً.. ويجسد ابني محمّد علي النهدي دورًا هامًا على الركح، كما أن المسرحية تقدم 31 ممثلاً موهوبًا للجمهور... هل استغنيت عن هذا المشروع بعد أن رفضت الوزارة دعمك؟ لا... لدي أمل في أن يرى العمل النور، ولعلي سألتمس من الإدارة الجديدة إعادة النظر في الموضوع للحصول على قرار الموافقة. ألن نراك في «وان مان شو» جديد بعد «في هاك السردوك انريشو»؟ في شهر مارس، لكم مفاجأة سارة لن أبوح بتفاصيلها في الوقت الراهن. نجدك من الأوائل الذين يقدحون في إنتاجات القنوات المحلية في رمضان، لماذا؟ ولماذا لا أفعل ذلك ما دمت على حق؟ فهل أعجبك ما شاهدته في التلفزة؟ إنها مأساة حقيقية، ألا نشاهد أعمالاً درامية تعكس المستوى الحقيقي لكفاءاتنا في التمثيل والإخراج... هذه معضلة وجب النظر فيها، حتى لا يتدهور الحال أكثر و«آنا عندي الحق كي نتكلم». ومشروعك الجديد مع قناة «نسمة»؟ هو عبارة عن سلسلة فكاهية فيها قدر كبير من الجرأة في الطرح... ونحن نضع في الوقت الراهن تفاصيل العقد الذي سنوقعه، ولن أخوض هذه التجربة ما لم أوقع عقدي مع القناة. كيف أمكنك تجاوز ما حدث لك قضائيًا مع المنصف ذويب الذي حرمك من استغلال مسرحياته التي ألفها وقمت باستغلالها لسنوات متتالية؟ (بعد صمت).. تجاوزت الموضوع وانتقلت إلى مرحلة أخرى. أنا «غارق» في التحضير لعمل سينمائي وآخر مسرحي وآخر للتلفزة!