لا تبدو الطريق الليبية مفروشة بالورود أمام الولاياتالمتحدة فهناك في صحراء ليبيا من المشاكل والتحديات ما قد يبدد «نشوتهم» الكبيرة بإسقاط نظام العقيد الليبي معمر القذافي. قال محللون سياسيون إن التحالف العسكري الغربي استغرق خمسة أشهر من أجل الوصول الى إسقاط نظام العقيد الليبي معمر القذافي ورغم ان ذلك قد يعدّ انتصارا فإنه لا يعبّر عن اي درجة من النجاح في فرض «النموذج الديمقراطي» الأمريكي بالمنطقة. وذكرت صحيفة «هفنغتون بوست» في تقرير لها «رغم النتائج النهائية للعملية العسكرية المرتبطة بتدخل حلف الأطلسي في ليبيا الا ان القلق الأمريكي يتزايد بخصوص امكانية ان تتحول ليبيا الى نموذج حقيقي للديمقراطية وللتعددية السياسية. وأضافت الصحيفة ان الخبراء يجمعون على ان ليبيا تمثل حالة جديدة من حالات الحروب التي خاضتها الولاياتالمتحدة وان أمريكا كانت ستصبح أكثر أمنا لو نأت بجيشها عن المشاركة في مثل هذه العمليات العسكرية». وتابعت: «عندما قرر الرئيس الامريكي باراك أوباما خوض حرب في ليبيا كان يقول إن المصلحة التي يريد تحقيقها لبلاده قد لا يمكن إدراكها بشكل سريع لكن الحقيقة أنه وحتى شهر مارس الماضي كان القذافي يغازل الغرب. وأشارت الصحيفة الامريكية الى ان الولاياتالمتحدة تشعر بقلق كبير الآن بعد سقوط نظام القذافي من انتشار الاسلحة المضادة للطائرات واحتمالات تسرّب أسلحة كيمياوية الى خارج الحدود الليبية وما يمثله ذلك من خطورة كبيرة على الأمن القومي الأمريكي والمصالح الغربية بوجه عام. وحذرت الصحيفة من ان النموذج الديمقراطي الغربي من المستبعد ان يتحقق في ليبيا نظرا الى ان الحرب ساهمت في تزايد نفوذ الجماعات والشبكات الاسلامية الاقليمية لاسيما في ظل اطلاق سراح قادة اسلاميين من سجون القذافي ومن أصحاب التجارب والخبرات العسكرية في العراق وأفغانستان. وفي سياق متصل قال كبير ممثلي الاتحاد الأوروبي في طرابلس إن العدد الكبير من قطع السلاح المتداولة في ليبيا خلال فترة ما بعد الحرب مع وجود حدود غير آمنة يشكل خطرا على أوروبا وعلى دول أخرى. وقال أغوستينو ميوزو الممثل الخاص لكاترين أشتون، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن أوروبا تريد ان يعالج المجلس الانتقالي الليبي المشكلات الأمنية من خلال بسط سيطرته بسرعة على حدود ليبيا واعادة تنظيم القوات المسلحة. وأضاف أن المجلس يعطي هذه القضية أولوية.